كلما امعنت النظر حولى كلما زادت حيرتى ، واختلطت المعانى اذ لم يعد للمسميات معنى ، فمنذ عقود من الزمان طفا على سطح المعرفة والثقافة مصطلح الارهاب ، وعشنا فيه وتجرعناه حتى الثمالة ، وتحت هذا المسمى اصبحنا ندين ونعتقل ونقتل بتصريح واحد هو مصطلح الارهاب ، وبالطبع لم نك نسأل او نعترض فمسؤلينا يعرفون اكثر منا ويعملون بالتأكيد على استقرار الامن .
ولكننى كنت دائما أتسأل ما هو تعريف الارهاب ؟ وكلما شاركت فى حوار كنت اتسأل ما هو تعريف الارهب ؟ وكلما علقت على موضوع على النت كنت اتسأل ما هو تعريف الارهاب ؟
الكثيرين ربطوا الارهاب بالاسلاميين وهى ثقافة غربية اعتنقها الكثيرين من ابناء جلدتنا لانها تخدم توجهاتهم ، واعتنقها الاعلام العربى ليس الا ليثبت انه امتداد للاعلام الغربى ، والاسلاميين بالنسبة لهؤلاء لابد ان يكونوا ملتحين حتى وان وضعوا اللثام على وجوههم فلابد من اظهار اللحى ، والمنتقبات من النساء ، وكنوع من الامعان فى المحاربة اظهرت الافلام الرجال يتخفون فى زى المنتقبات واللصوص والبلطجية ، وبالجملة اصبح الاسلام هو مهد الارهاب ومخرجه ومفرزه ، وكان يحزننى ذلك ويؤلمنى كلما سمعت هذا وكلما سمعت ان ابواب الاعمال تؤصد فى وجوه الملتحين والمحجبات فما بالك بالمنتقبات .
ومع بداية الاحداث العربية بدءا بتونس الشقيق وتسارع الاحداث لتنال مصر واليمن وسوريا وليبيا والجزائر بدأت اعيد النظر فى مصطلح الارهاب ، فقد كنا دائما عندما يضرب العسكر نقول انه للاستقرار ولكن الامر انقلب تماما بعد هذه الاحداث واصبحنا نرى الامور بصورة معاكسة تماما وامسك الغرب العصا من المنتصف يراقب الاحداث ويطالب بضبط النفس وعلى استحياء بحرية التظاهر ،وعندما بدأت الموازين تتحول الى الشعوب انقلب هؤلاء الذين ينادون بحقوق الانسان والحيوان الى مؤيدين ومهددين للانظمة إن لم ترضخ للارادة الشعبية وكأنما هم من قادوا تلك الانتفاضات الشعبية .
وبذلك تحول الارهاب بين عشية وضحاها الى مطالبة بالحقوق ، وانقلب الحفاظ على الامن والاستقرار الذى كانوا يمجدونه فى الماضى القريب إلى ارهاب مرفوض وممجوج .
والاغرب من ذلك ان الذين يتحولون وفق مصالحهم وينادون باعطاء البشر حقوقهم فى التظاهر والاعتراض لم يمارسوا ما يدعونه مع شعوبهم عندما اعترضت سواء فى بريطانيا او اسبانيا او حتى امريكا شرطى العالم ، فقد تعاملوا مع المتظاهرين بكل القسوة وكل الصلف واعتقد هذا من فصام الشخصية التى يعانون منها ومن المعايير المزدوجة التى يعتنقوها كمبدأ عام خاصة اذا دخل فى المسائل العرب والمسلمون .
وهكذا ماعت كل القيم وماعت كل المعانى واصبح مصطلح الارهاب اكثر التصاقا بالانظمة العربية لانهم للاسف يظنون انهم يملكون الارض والسماء والانفس فكمموا الافواه وقتلوا كل من يعارض واستحيوا النساء ويتموا الاطفال بل وقتلوهم ايضا تحت ما يسمى بامن الدولة واشاعة الاستقرار والامن والامان ، ونسوا تماما ان الشعوب وان رضخت وخنعت الا ان انتفاضتها لن يوقفها احد لان الله سبحانه وتعالى لا يرضى بالظلم وإن امهل فإنه سبحانه وتعالى لا يهمل .