الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

نعم الثورة مستمرة فى ربوع مصر وليس التحرير او العباسية

الناس فرقتهم مصالح القلة من فئات كثيرة التى تلاعبت بعواطف المصريين والهبت حماس الشباب ودغدغت مشاعر النساء ، كل يدعو لحزبه ورأيه وتوجهاته .
ولا نلوم الشعب على ذلك وانما نلوم من استطاع اظهار الامور بغير حقيقتها ، ولا يعيبنا كوننا طيبين او اننا عاطفيين او اننا نصدق كل مخادع اثيم ، واتبع من الشعب المصرى من اتبع ، والكل يؤمن بما يقوم به ، وعند التحاور إما يتعصب لما يتبعه فلا يكتمل الحوار أو يقتنع وبين هؤلاء وهؤلاء من يحتار فلا يستطيع ان يجزم رأيا او يتخذ سبيلا ، ومصر اليوم اما مع من سموهم بالاسلاميين حتى يفصلوهم عن المسلمين تحت دعوى اننا فى غالبيتنا مسلمين ولكننا فى الوقت ذاته لا نتبع الاسلاميين وهى دعوى باطلة وغرضها التكريس لافكار علمانية وليبرالية تحت دعوى اتباع الاسلام كما يقولون عنه الصحيح وهو ابعد ما يكون عن ذلك ، لاننا عندما نستمع الى الغالبية منهم نفتش عن الاسلام فلا نجد منه الا القشور القشور تستخدم فقط لتحسين الصورة .
وستاتى الانتخابات والتى بدا من مقدماتها الاقبال الشديد من المصريين والرغبة الشديدة فى ابدأ الرأى واستخدام الحق وهذا فى حد ذاته انتصار ومخاض جديد لما سيكون عليه هذا الشعب العظيم ، وايا كانت النتائج فسنرضى بها مع المراقبة اللصيقة والمحاسبة الفاعلة والنقد البناء والحوار الواعى .
اؤمن بان هذه الانتخابات لن تأتى بممثلين حقيقيين للشعب المصرى لضعف الاسلوب وتزكية من يفتقر الى القاعدة وكان يجب ان تكون الانتخابات فردية اذ انه ليس من المقبول ان تكون للاحزاب ثلثى المقاعد وضمن الفردى اخرين عن الاحزاب ، وبذلك تكون الاحزاب قد حصلت بحكم القانون على ثلثى المقاعد بعد ان كان النصف وهذا امر يحتاج الى الكثير من التعليق وليس هذا وقته ولم ترضى الاحزاب بهذا فقط وانما ارادت ان تجور فتاخذ المجلس كله لصالحها .
ومرة اخرى نقول اننا فى حاجة الى فترة نرسى فيها قواعدنا ونوطد فيها دعائمنا ونثبت قواعد الديمقراطية المنضبطة ونصل الى الانتخابات الرئاسية ، وبذلك ينتهى دور المجلس العسكرى ليعود الى ثكناته بعد ان اثبت قلة الخيرة السياسية وفشله فى ادارة الامور والعمل بسياسة الارضاء واسلوب ردة الفعل الرقيق فى معالجة الامور الناتجة فى معظم الاحوال عن تصرفاته .
وانا اتفق مع من يقول بان الثورة مستمرة لان نجاح الثورة يعتمد على العطاء والبناء وارساء قواعد الاخلاق واذا لم تتضافر الجهود لعمل ذلك فهى ليست ثورة وانما هى تحقيق مصالح ، واقولها الان حتى نتذكر سويا فأيا كانت نتيجة الانتخابات فسنجد من يهاجم وسنجد من يدافع وسنجد من يسب وسنجد من يبرر وسنجد من سينزل التحرير تحت دعاوى كثيرة ليعيق المسيرة ويفعل الصدام ربما لانه سيظن انه اصبح من سالف العصر والاوان وهذا من وجهة نظرى ضعف فى الرؤيا وتردى فى الفكر لان من يريد ان يخدم مصر حقا لا يهمه الكرسى او المنصب خاصة اذا كانت مصر بحق هى اول اولوياته .

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

انصر اخاك ظالما او مظلوما

ما اروع حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال :
انصر اخاك ظالما او مظلوما
وما اجمل رده حينما تسأل الصحابة اما عن المظلوم فهذا امر معلوم فكيف اذا كان ظالما
وما اجمل رده صلوات الله وسلامه عليه عندما قال :
بان ترده عن ظلمه .
ونحن الان نفتقد هذا المعنى لاننا ان لم نشارك اخواننا فى ظلمهم لانفسهم ولنا نصبح من الجبناء والمتقاعسين واصحاب حزب الكنبه ، واصبح هؤلاء الظلمة يصنفون الناس ولو صنفناهم لتواروا خجلا ولكن لا حياة لمن تنادى .

سبل النجاة

عندما سئل المصطفى صلى الله عليه وسلم ما النجاة ؟ ما النجاة ؟ ما النجاة ؟
قال صلى الله عليه وسلم : امسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك .
ما اجملها من سبل للنجاة .
وعندما سئل على بن ابى طالب رضى الله عنه وارضاه ما النجاة ؟ ما النجاة ؟ ما النجاة ؟
قال رضى الله عنه : الرضا بالقليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل .
... وما اجملها ايضا من سبل للنجاة .
والمتأمل للعبارتين لن يجد اختلافا جوهريا فى سبل النجاة وانما هى متفقة تماما مع اختلاف العبارات .
فما اجمل ان نتبع سبل النجاة لانه لا خير فى دنيا لا توصلنا الى الجنة .

اللهم اجعلنا من القليل

اللهم اجعلنا من القليل
دعاء احترت فى تفسيره عندما سمعته وسألت قائلة لماذا تقول ذلك
فقال الم يقل الله سبحانه وتعالى وقليل من عبادى الشكور والم يقل وقليل من الاخرين
والم يقل وما اكثرهم ولو حرصت بمؤمنيين
واراد ان يكمل فاشرت له ان يسكت
وقلت اللهم اجعلنا من القليل .
فاسعى ان تكون من القليل وراجع فى كتاب الله من هم القليل فستقتنع مثلى بعد استغراب .

الخميس، 24 نوفمبر 2011

فيها لاخفيها !!!!

فيها لاخفيها !!!!
تمر مصر اليوم بحالة مرعبة بكل ما تحمله الكلمة من معانى ، اذ كشرت فئات عن انيابها وكشفت اقنعتها وازاحت الستار عن نواياها ، وهى كالنعام يضع رأسه فى الرمال ظنا منه ان لا احد سيرى الجسد .
وهذه الفئات هى التى سبقت الانتخابات البرلمانية لتعلن عن نفسها وكأنها ترسل رسالة الى كل المصريين تقول فيها للجميع فيها لاخفيها ، نعم فهؤلاء لا يريدون الخير لمصر ولا لشعب مصر وانما يريدون تحقيق مكاسب شخصية .
ولعل القارئ للاحداث يتبين ذلك ، فقد اشعلوا الشرارة ونادوا بشعارات اقل ما يمكن ان توصف بها انها سطحية وان تحقيقها سيفرغ مصر من مفهوم الدولة ، وفى سبيل تحقيق اغراضهم لم يجدوا غضاضة فى التضحية بخيرة شباب مصر الذين ظنوا انهم يحمون الثورة وهم فى الحقيقة يرسخون قواعد هؤلاء الذين يحبون انفسهم اكثر مما يحبون مصر ، ويسعون لتحقيق اغراضهم دون النظر لامن وامان مصر .
واتسأل ما الحكمة فى ان يتوجه الثوار المتحمسين الذين يظنون انهم يحافظون على مكتسبات الثورة الى وزارة الداخلية أو مديريات الامن فى المحافظات الاخرى ؟ سؤال يجب ان نطرحه بغض النظر عن الانتماء وانما حديث العقل ، فلا يمكن ان اتصور ان الثوار يتوجهون الى وزارة الداخلية لعمل حائط عازل بين الداخلية والموجودون فى التحرير ، ولا اظن ان من يقول ذلك يظننا اغبياء بدرجة كافية لنصدق او نشترى هذا الكلام ، ولا اعتقد ان الثوار اذا وصلوا الى وزارة الداخلية سوف يعتصمون امامها لان هذا ليس واردا مع الشحن والحقن وانما سيتم حرق الوزارة وسيلعب اصحاب المصالح لعبة قذرة فتحرق الممتلكات والملفات والبيانات ، وفى نفس الوقت نكرس عدم الثقة بين الشعب والامن .
واذا كان الامر كما يقولون بالنسبة للتحرير بسبب الضحايا الذين راحوا للاسف الشديد لتحقيق مصالح فئة اسأل الله ان يرينا فيهم يوما اسودا ، فلماذا يتكرر السيناريو فى كثير من المحافظات وتهاجم مديريات الامن وكأنه اسلوب ممنهج .
ويخرج علينا على شاشات الفضائيات وعلى صفحات الجرائد ما ينبئ عن انحياز كامل لفئة دون فئة ، واقصاء لفئات تمثل جموع غفيرة التزمت الصمت فاتهمت بالجبن والتخاذل ، انه سيناريو دبر بليل لاثبات منظومة فيها لاخفيها ، ويخرج علينا من كنا نظن انه محلل بارع وحكيم زمانه ليعطينا درس فيمن يصلح لادارة امور البلاد ممن لا يصلح ، مع اننا لم نسمع منه لمدة ستة عقود من الذمان هذه الحكمة فى ضرورة تواجد تيار اليمين وتيار اليسار ، وكأن الامة كانت تطير بجناح واحد خلال تلك العقود وهذا الجناح سعى بكل قوة لكسر الجناح الاخر ، فاين كان حكيم الامة فى تلك العقود وقد ساهم بشكل مباشر او غير مباشر فى كسر وسحق الجناح الاخر .
واسأل هؤلاء الذين اشعلوا الشرارة اين انتم من الميدان ولماذا لم نرى او نسمع ان بين الشهداء واحد منكم او احد ابناؤكم ومعذرة فى سؤالى فانا لا اتمنى ان تراق دماء ابناؤنا فقط لتحقيق مطامعكم لان دماؤهم ذكية طاهرة وانتم تتحدثون من غرف الاخبار تأججون الفرقة بين الشعب وتشعلون نيران الفتنة وانتم تتكئون على الفرش الوثيرة .

وهل يمكن ان نقبل ان تعامل مصرنا العزيزة ان تعامل كتورتة يسعى الجميع الى اخذ نصيبه منها ، وهل سنقبل ان تظل مصر هكذا نهبا لمن يريدون اعلان الوصاية على شعب فى مجمله .
واقول لهؤلاء لا تتحدثوا باسم شعب مصر ، وان اردتم ذلك فانا مع تصريح المشير بالرغم من تحفظى على تصرفات المجلس العسكرى خلال العشرة شهور الماضية ، وان اردتم اثبات انكم تتحدثون باسم شعب مصر فلنحتكم للاستفتاء الشعبى على ذلك لنرى بالفعل اذا كنتم تمثلون شعب مصر حقا ام انكم فئة لا تمثل الا نفسها وحينها وحينها فقط لابد وان نحاكمكم على الدماء الذكية التى اريقت لاجل تحقيق اطماعكم ، وفى نفس الوقت ان تتم الانتخابات البرلمانية حتى يتم تفويت اغراض من تأكدوا واكدوا من خلال ما يحدث انهم لا يستحقون ان يحكموا مصر .
واسأل هل تفريغ مصر من الامن ومن الجيش بالنسبة لكم توطيد لدعائم الدولة ، وارساء قواعد الفرقة بين افراد وفئات الشعب سيقودنا الى بر الامان ، ام انكم تريدون لمصر ان تدخل فى حرب اهلية لا يعلم الا الله نتائجها ونسأل الله العلى القدير ان ينجينا منها .
أسأل الله ان يحفظ مصر ويحقن دماء شباب مصر ورجالها ونساؤها ، وان يديم علينا الامن والامان والعزة والمنعة والاستقرار والتقدم فى جميع المجالات .

الاثنين، 21 نوفمبر 2011

هل حرق المنشآت والممتلكات الخاصة من مقومات الثورة

هل حرق المنشآت والممتلكات الخاصة من مقومات الثورة

احيانا استغرب كثيرا عندما ارى منشأة تحترق ويقف مراقبا لهذا الحريق جموعا ممن نطلق عليهم ثوار يهتفون بما يفيد الانتصار والذى يحترق هو مبنى عام الشعب يملكه قبل ان تمتلكه الشرطة او اى جهة يراها هؤلاء انهم عدو لهم .
كما استغرب ان نقوم بحرق الممتلكات الخاصة من سيارات او ممتلكات لافراد لا ذنب لهم الا انهم تصادف وجودهم فى مكان انطلاقة الثورة ان صح لنا ان نصفهم بالثوار ، واتسأل لماذا ولا اجد اجابة .

ولابد ان نقر ان حق التظاهر والاعتصام حق مكفول للجميع بالطرق السلمية وبغير تعطيل للمصالح العامة .
وحتى لا ندخل فى علامات استفهام كثيرة فاننى اسأل لماذا نسمع دائما بان الثوار دائما يتجهون الى مبنى وزارة الداخلية واقسام الشرطة لاجل الاعتراض مع ان مطالبهم تعرض وتذاع من التحرير ، وهل لو ترك المجال لهم هل ستبقى الوزارة على حالها وان وصولهم لها فقط للاعتراض ام ان مثل هذه المنشأت ستتحول الى اطلال محترقة فى نهاية المطاف .

انا فى رأييى الشخصى هؤلاء ليسوا بثوار لاننى لا استطيع ان اتفهم مهما كانت الاسباب ان نحرق بايدينا ما نملكه ، وان مثل ذلك سوف يزيد علينا نحن دون غيرنا الاعباء من خلال فرض الضرائب والرسوم حتى بتنا لا نميز بين الضريبة المباشرة وغير المباشرة ونستطيع ان نقول ان الدولة تشاركنا فى دخولنا بنسبة كبيرة ارى من وجهة نظرى الشخصية انها تصل الى حوالى 50 % ، فهل هذا ما نريد ؟
ولن سوء الفهم اصبح عاملا اساسيا فى العلاقات فيما بيننا فاننى ارجو الا يساء فهم طرحى ، ولكنى اكاد اجزم باننا نعانى الفقر الشديد فى الفكر ، والهزال الشديد فى توصيل الرسالة ، وان الهدف الاساسى والاكيد فى كل ما يحدث ليس الثورة بقدر ما هو اكتساب مساحات من الرقعة السياسية وتحقيق المصالح لفئات كثيرة اصبحت اكبر واكثر مما نتصور .
ولم تعد مصر تحتل صدارة اهتماماتنا بقدر ما اصبح نشر الفكر والرغبة فى اثبات الوجود هى الاساس فى تحريك المواطن البسيط ليخوض موقعة فئوية او وقفة احتجاجية او حتى ثورة دموية .

واتسأل واسأل الجميع هل ما يحدث سيعيد بناء مصر وهل اذا تمكنت فئة اليوم فمن الذى سينزل للتحرير غدا ، وهكذا سيتكرر مشهد التحرير كلما لم ترضى فئة عن فئة ، والحقيقة لا املك الا ان اقول لك الله يا مصر

الواقع المرير للفكر المتردى على ارض المحروسة

الواقع المرير للفكر المتردى على ارض المحروسة
لم اعد ادرى ما موقعى من الاعراب وكذلك الكثير من امثالى الذين لا تستطيع ان تنسبهم لفئة او تصنفهم فى جماعة ، لقد اسعدتنا الثورة واسعدنا اكثر كسر حواجز الخوف ومتاريس الرعب غير المبرر الذى عشناه لعقود من الزمان وحققنا ما لم يك فى الحسبان ولا يستطيع ان يدعى مدعى ان بداية 25 يناير هى نتاج طبيعى لما حدث فى 11 فبراير ، لان ما حدث فى 11 فبراير واقولها بكل ثقة فاق التوقعات وتعدى سقف المطالب التى بدأت مع شرارة 25 يناير .
ولان المظاهرة تحولت الى ثورة والوقفة ساهمت فى اسقاط نظام ثبت بكل المقاييس مدى هشاشتة واننا عشنا لعقود نخاف من خيال مآته ، سرعان ما انهار عندما تجمع شعب باكملة ليقول كلمته ويعلن رفضة لامور كثيرة قبلها فى الماضى على مضض ومشاركة فى فسق نحن اقرب اليه من الحكومة والنظام ، ولان الثورة نجحت  واستطاع المتلاعبون ان يوجدوا لنا فئات واسماء هم اقرب اليهم منا من خلال مجالس للحكماء وايجاد من يسمونهم بشباب الثورة الذين ادعوا لانفسهم القيام بالثورة واعتبروها حكرا عليهم وبالتالى اعطوا انفسهم حق منح لقب ثورجى ومنح لقب كنبجى لمن لا يؤيد ويبايع واصبح لازاما علينا القبول بأى شيئ وكل شيى مادام يصب فى اطار الشرعية الثورية التى وضع تعريفاتها افراد وانا هم بالتأكيد من وجهة نظرى الشخصية ابعد ما يكونون عن حب مصر .

وخرج من جحور الخوف والرعب والذلة والمهانة الكثيرين والكثيرين يصنفون ويهاجمون بغير سند وبعيدا عن الوعى ، يريدون قيادة المسيرة بغير علم وبغير فهم وبغير رؤية فقط لانهم يظنون انهم هم اصحاب الثورة ، وصنفنا الكثير بتصنيفات عجيبة ، فإن قلنا اننا ضد الفوضى قيل اننا من حزب الكنبة ،  وان قلنا اننا نريد الامن والامان  قيل اننا من الراضخين المقعدين ، وان قلنا اننا نحتاج الى التروى قيل اننا من اعداء الثورة ، وان قلنا ولماذا لا ياخذ الاخوان والسلفيون حظهم فى الانتخابات قيل اننا مع التخلف والرجعية ، وان قلنا اننا ضد الاخوان والسلفيين قيل لنا انتم ضد الخير لمصر ، وان قلنا اننا مع الليبرالية قيل لنا انتم مع التفسخ والعرى ، وان قلنا اننا ضد العلمانيين والليبراليين قيل اننا نتردى فى خانة الاقصاء والبعد عن العلم والتقدم والتنمية والرفاهية ، وان قلنا اننا ضد الاحزاب التى ليست لها ارضية على ارض الواقع وانها لا تستحق على الاقل فى الوقت الراهن ثلثى كراسى المجالس النيابية قيل اننا ضد الديمقراظية الحقيقية واننا مع شراء الاصوات والقبليات التى يحظى بها الافراد ، وان قلنا اسلامية قيل لنا اتتهمون مصر بالكفر وغير الاسلام ، وان قلنا ان هناك فئات يجب ان تعرف حدودها قيل لنا انكم ديكتاتوريين لا تريدون للاخر ان يظهر بجانبكم ، وان واجهنا احداثا تحدث ولا تعجبنا قيل لنا اننا نريد اشعال الفتن وتكريس الكراهية ، ولو قلنا وقلنا وقلنا فسيقال ويقال ويقال ، المهم اننا فى النهاية سنجد اننا لسنا من اصحاب الثورة وان علينا الاتباع والقبول ونحمد ربنا انهم اعتبرونا من حزب الكنبة .
وفى المقابل نرى حكومة للاسف مؤقته ومجلس عسكرى يحكم ايضا بصفة مؤقتة ويصدرون  قوانيين ليست مؤقتة وكأنما يسبقون  الاحداث لترسخ واقع جديد لمصر ، ويديرون مصر باسلوب ردة الفعل فيعطون من لا يستحق لمجرد ان صوتا اعلى من غيره ويعالجون المواقف وفقا لما يقربهم لمصالحهم ويباعد بينهم وبين المشاكل ، اى انها ادارة مصلحية وليست مثالية او حتى قريبة من المثالية .

وهكذا اصبح الكل غير راض عن الكل والخاسر فى النهاية بكل تاكيد مصر ، واتسأل ما المصلحة التى نريد اذا ما حققنا مكاسبنا الشخصية والفئوية وخربنا مصر .

عندما تفشل حكومة مؤقتة فما هو الحل

عندما تفشل حكومة مؤقتة فما هو الحل منذ تعيين حكومة شرف ومنذ ذهب الى التحرير ليقول بان شرعيته تنبع من التحرير ، ونحن لم نرى دليلا على هذا ولم نرى تقدما ملحوظا على ارض الواقع ، وانما رأينا تكريسا لزرع الفرقة وضعفا منقطع النظير فى ادارة الامور حتى سأت الاحوال وتدهورت الاوضاع وضاعت هيبة الدولة .
ولم يعد الامر يسمح بالسكوت او لوى الحقائق او الخجل من التصريح او المجاملة فى الطرح ، فالمعنى هنا شعب قبل ارض ووطن ، والمعنى وطن اصبح فى سبنسة الشعوب بغير ارادة شعبية وانما بارادة افراد ولوا علينا بغير ارادة شعبية لديهم الكثير من افتقاد الرؤية وعدم القدرة على ادارة انفسهم فما بالك بشعب ووطن .
وهنا لا نعفى احدا من المسئولية فقد ساهمنا بشكل واضح فى تدهور الاوضاع وتعاظمت الرغبة فى تحقيق المكاسب بغض النظر ما اذا كنا نستحقها ام لا واصبحت المسألة مسالة ذراع والبقاء للاقوى ، وماعت الامور وتغيرت احوال شعب اتحد لمدة ثمانية عشر يوما ليمزق نفسه فيما بعد وخلال فترة ليست بالطويلة فى عمر الزمن ، وتحت وطأة المطالب الشخصية والفئوية اصبحت مصر نهبا لمن يريد وهدم المعبد اصبح سمتا ومنهاجا .
كما ساهم المجلس العسكرى بشكل اكثر وضوحا على الحالة المتدهورة التى تمر بها البلاد نتيجة القوانيين التى يتم اصدارها والتى تكرس اوضاعا لا تتسق مع ثورة شعب اراد ان يخرج من الظلام الى النور ومن الظلم الى العدل ومن القهر الى الحرية ، ثم تاتى كل التعيينات المشبوهة المتمثلة فى شخص نائب رئيس مجلس الوزراء الذى بدا بالدكتور يحيى الجمل ثم الدكتور على السلمى الذى خرج علينا واسمحوا لى فى استخدام اللفظ بافتكاسة ليست لها سابقة ، خرج علينا بوثيقة فوق دستورية تجعل من الجيش دولة فوق الدولة وتحمى المجلس العسكرى من المسألة ، أى مسألة .
ثم يأتى دور حكومة شرف التى لا توجد اوصاف يمكن ان يتم وصفها لحكومة لا تملك اى سلطة وانما هى اداة فى يد المجلس العسكرى من خلالها يمرر المجلس ما يريد ويبدو هو بعيدا عن كل ما يجرى ، واستغرب من الحكومة ان تقبل ان تكون هناك وثيقة تسمى باسم نائب رئيس مجلس الوزراء وكأن مجلس الوزراء يتنصل مما ورد فيها وانها لا تخصه ، وليس هذا هو الفشل الوحيد وانما مسلاسلات الفشل متكررة فى عدم المواجهة وعدم الشفافية فى معالجة الامور وعدم تحديد الامكانيات ووضع خارطة معلومة للطريق مهما طالت او قصرت .
ان ما يحدث فى مصر يحتاج الى ضرورة استقالة حكومة عصام شرف وتعيين حكومة يحدد دورها بوضوح ، حكومة لا تكون اداة فى يد مجلس يتخفى وراءها ، نريد حكومة تعبر عن ارادة شعب مصر وتعبر عن ارادة شعب مصر ، حكومة ثورة تبحث عن التغيير الحقيقى  وليس ارضاء فئات ومداهنة مجموعات ، واقولها بكل صدق إن حكومة تبقى المفسدين فى الاعلام كما هم والذين ساهموا بشكل واضح فى اثارة البلبلة وتقسيم فئات الشعب خلال الفترة من 11 فبراير حتى الان هى حكومة لا تستحق ان تبقى فى موقعها .

الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

ماذا يدبر لمصر ؟

ماذا يدبر لمصر ؟
استيقظت من نومى مفزوعا بعد كابوس مخيف ، رأيتنا نعود للوراء ولست ادرى لماذا كانت تتردد فى خاطرى كلمات اغنية لعبد الحليم والتى تقول شغلونى وشغلوا النوم عن عينى ليالى ساعة ابكى وساعة يبكى على حالى ، ان مصر تؤرقنى ويؤرقنى ما يحدث فيها .

والكابوس المزعج تمثل عفريتا يقول لى ان مصر لن تتغير وانه ستعود ريما لعادتها القديمة ، وان كنت لا تصدق فانظر الى الاختيارات وانظر الى من يتقلدون المناصب وانظر الى القوانين التى تسن وانظر الى المبادئ فوق الدستورية وانظر الى التكالب على السلطة وانظر الى الفوضى الممنهجة وانظر الى البلطجة المتروكة وانظر الى الاعلام الذى لم يعد يصح ان نطلق عليه اعلام وانظر الى اشياء كثيرة يصعب حصرها .

وما اشبه الليلة بالبارحة فالتغيير للاسواء وليس هذا رثاء لعهد لا نترحم عليه ولا نتمنى عودته ، ولكن تكريس اللامبالاة اصبح لعبة اليوم ومنهجة الاختلاف اصبح سمتا وترسيخ معانى الاحباط واليأس اصبح هم الاعلام وترجمة معانى التحكم والسيطرة دروس يومية نتلقاها فى كل ما تصطدم به امورنا الحياتية اليومية .

وخلف العفريت كان المجلس العسكرى يزداد حجما عن العفريت حتى بدا العفريت متناهى الصغر مقارنة به ، وعلى الرغم من اننى لم اشك فى اقوال المجلس العسكرى الا ان الاحوال حولى لا تبشر بما اظنه ولست ادرى ماذا يريد المجلس وماذا يدبر لمصر وهل وجود المجلس اصبح من قبل المضارع المستمر والمفروض علينا بارادتنا او بغيرها وهل سيتكرر سياق احداث 52 مرة اخرى وان ما يحدث الان انما هو نوع من تكرار هذه الاحداث ولكن بوجوه جديدة .

الطرح صعب والتخيل اصعب لان فى ذلك قفز على الكلمة وتجاوز للعهود واعلان للوصاية على شعب وثق بغير تفكير ودعم بغير بخل وايد بغير تخوين .

اننا نحتاج الى امانة الكلمة التى تتغير كثيرا ، ودليل على صدق التوجه الذى لم نعد نميزه ، واثبات ان هناك شرعية ثورية لم نعد نثق فى ان القائمين على حمل الامانة يدركون وجودها .

ونحن كما ستقول الامثال والتى سنعمل بها ، سنعمل بالمثل الذى يقول امسك صباعك صحيح لا يدمى ولا يقيح وكشعب لا نريد ان ينطبق المثل القائل جبت الاقرع يونسنى كشف عن راسه وخوفنى ، لاننا كنا فى الماضى نؤمن بالمثل القائل من خاف سلم ولكننا الان اصبحنا نؤمن بان من خاف ذل واهين ورضى بالهوان ، لان مصر للمصريين وليست لفئة او جماعة او هيئة او حكومة .

مولد الانتخابات البرلمانية

مولد الانتخابات البرلمانية
كلما مشيت فى شوارع القاهرة كلما رأيت لافتات المرشحين للمجلس واضحكتنى او ابهرتنى او قززتنى الكلمات المكتوبة على تلك اللافتات ، انه مولد اخذ شعب مصر فى مشوار بعيد عن الهدف ، واموال طائلة تنفق وتحت هذه العبارة اضع اكثر من خط وامامها اضع اكثر من علامة استفهام .

واتسأل من اين تاتى هذه الاموال الطائلة ؟ لانه كما يبدو من اللافتات انها كذلك ، واتسأل كيف سيتم استردادها ؟ لاننى اشك تماما ان هذه الاموال تنفق فى حب مصر ، فحب مصر لا يستدعى تشويه معالمها بها الشكل القميئ ، والحب يمكن التعبير عنه بتجميع تلك الاموال ووضعها فى مشروعات تفيد مصر وبالتاكيد ستصب فى حب مصر ومصلحة شعب مصر .

ومع تلك الاموال التى تنفق تطفو على السطح ما نسميه بالحصانة ، واتسأل كيف سيكون موقف هؤلاء المرشحين لو انه سحبت الحصانة ولم تعد جائزة للفوز بمقعد فى المجالس النيابية ، وهل كنا سنجد كل هذا اللهاث وكل هذه المبالغ تنفق .

اننا فى حاجة الى اعادة النظر فى موضوع الحصانة ، لانه ليس من المقبول ان ننتخب فرد ليكون له حصانة الخطأ وحصانة الاجرام فى حق مصر ، وهذا فى الغالب هو تعريف الحصانة فى مجالسنا النيابية ولعل الاحداث التى مرت بها مصر والكم الهائل من التجاوزات تثبت ذلك .

بالاضافة الى المخصصات والتخصيصات التى يحصل عليها اعضاء المجالس النيابية ، مما يحمل فى طياته اننا ننتخب من نعطيه تصريحا بالحصول على ما لا يستحق سواء لنفسه او لغيره .

ما اعرفه وافهمه ان كل من يتقلد منصبا هو اكثر عرضة للمساءلة ، وان كل من ينتخبه الشعب هو اكثر عرضة للتدقيق فى افعاله واقواله ، بدأ من اصغر مواطن وحتى رئيس الجمهورية ، لان تقلد المناصب يجب ان يمحور فى محاوره الصحيحة وانه تكليف قبل ان يكون تشريف حتى لا تتكرر مآسينا التى عانينا منها لعقود من الزمان .

ومن خلال العبارات الرنانة اتضح لى ان معظم من يرشحون انفسهم لا يعلمون دور المجالس النيابية فترى عبارات يمكن ان نطلق عليها انها تعمل من البحر طحينة  فترى من الوعود ما تصدمك ومن العبارات ما تؤذى عينك ومن المصطلحات ما تؤكد ان العصر لم يتغير واننا انما نعيد الشريط مرة اخرى بنفس الوجوه ووجوه جديدة تنسب نفسها الى ما لم تك منهم فى الغالب ، وكله بيلعب على كله .

والنتيجة من وجهة نظرى الشخصية لا تبشر بخير ولن تؤدى لخير نتيجة تلك اللعبكة التى حدثت فى الدوائر واعطاء القوائم الثلثين بعد النصف وليس لديها تمثيل حقيقى فى الشارع المصرى واحزاب ما زالت فى غالبيتها كرتونية مستأنسة تماما لن تفرز لنا فى المجلس ما يفيد شعب مصر وانما ستكرس مرة اخرى عهد مضى ربما بوجوه جديدة .

وعجبى على بلد اتتها فرصة التغيير للافضل الا انها تأبى الا ان تعيش تتنفس عقود مضت بكل ما فيها من مسالب ولا نملك الا ان نقول انه مولد الانتخابات المصرية وسلم لى على المجالس البرلمانية .

الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

ما بين 25 و 52

ما بين 25 و 52
فى عام 52 قام بعض جنود مصر الشرفاء والوطنيين بالتمرد على الاوضاع فى محاولة مستميته لتغييرها من خلال انقلاب عسكرى لم يك من الممكن ان يكتب له النجاح لولا مساندة شعب مصر العظيم . ولان شعب مصر العظيم يقدر من يخرجه من اوضاع هو غير راض عنها فلم يمانع من ان يتولى من قاموا باشعال الشرارة زمام الامور .
وفى 25 يناير قام شعب مصر العظيم بالتمرد على اوضاع ثلاثة عقود بوجه خاص وستة عقود بوجه عام و...فى محاولة مستميتة ايضا لتغيير الاوضاع ونجح بجدارة ووجد الجيش نفسه بعد ان فشل الامن فى احتواء الموقف امام خيارين إما المواجهة وهو امر صعب لانه سيقاتل اخوانه وابناؤه وبين ان ينضم الى ثورة الشعب فاختار البديل الثانى ، ولن ندخل فى خيارات اخرى طرحت على الساحة منها الاحتواء والمؤامرة ، ولكن نقول بان الثورة الثانية كانت ستستمر حتى ولو اختار الجيش البديل الاول .
لذا فالشرعية التى يجب ان تكون مطروحة على الساحة يجب ان تكون شرعية ثورية وليست شرعية الانقلاب العسكرى لان الشرعية الثانية تمثل انقضاضا على ثورة شعب ومخالفة لوعد وعده رجال يعرفون معنى الوعد ، واخشى ما اخشاه ان تميع المفاهيم فنصل الى ما لا يحمد عقباه لاننا مصممون ان لا نعود مرة اخرى الى عهد رفضناه وانهيناه ولا نريد حتى الترحم عليه .

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

غياب شعب وضياع ثورة ودعوة للاستيقاظ

كلنا يتكلم وكلنا ننقد وكلنا نسخط وكلنا غير راضى ، شارك الشعب المصرى بكافة طوائفه فى احداث الثورة وتحقيق التغيير وكسر الحواجز والتضحية بالغالى والنفيس ، وما ان انتهت الثورة حتى عاد الشعب مرة اخرى الى قواعده مستبشرا مسرورا بما حقق وانجز ، وانتظر الرفاهية سواء القريبة او البعيدة والشعب لا يهمه الا ان نبدأ بوضع اقدامنا على الطريق ، ولكن ما حدث فى معظمه ان الافاقين قفزوا وغيروا جلودهم ليثبتوا انهم منا وما هم منا وتعرفهم من لحن القول ، وخرج علينا من يستقوى بغيره ليأخذ الصداره بغير مقدمات او استحقاق ، وخرج علينا من يبحث عن دور فى هذه الملحمة وهو ليس اهل لها ، ومن هنا ومن هناك خرجت فئات تريد ان تضع نفسها على خارطة الطريق ، وبعد سكون ليس بالطويل بدأ اصحاب المصالح القديمة والذين كانوا يأكلون من مائدة النظام السابق فى الظهور وبشكل سافر يريدون اما البقاء او الخراب والفوضى فاطلقوا بلطجيتهم تعيث فى الارض فسادا بغير حسيب ولا رقيب ويحاولون التأثير نفسيا واقتصاديا على الشعب المصرى وقد نجحوا الى حد بعيد .
والسؤال الذى يطرح نفسه هل هذه الثورة تخص اجد دون احد أم انها ثورة شعب ؟ اقول من جانبى انها ثورة شعب ، وعليه ان يحافظ على ثورته حتى وان ضحى بحياته فى سبيل ذلك لان البديل مر وصعب واسود مما كان .

وحتى لا يفهمنى احد خطأ فأنا لا ادعوا الى ثورة دموية وانما ادعو الى الحفاظ على الثورة وبطريقة سلمية تماما ، وكنت قد دعوت من قبل دعوة الى توحيد الامة ولكنها لم تلقى صدى لدى الكثيرين لانها توحد الامة ولا تحقق المصالح الخاصة والشخصية ، فالذين يريدون نزول الميدان يريدون اثبات انهم موجودون وان لهم القيادة والريادة ، ومرة اخرى ادعوكم الى العمل على توحيد الامة للوقوف امام كل من يريد ان يصادر احلامنا ويعيدنا الى التبعية وعصور القهر والظلام .

ادعوكم الى النزول من بعد صلاة العصر من يوم الجمعة الى صلاة المغرب ومن يريد ان يبقى للعشاء فليبقى ليس الى ميدان التحرير وانما لتنزلوا امام بيوتكم لتعارفوا فكم هو مخزى ان تسكن فى بناية لسنين ولا تعرف جيرانك وكم هو مؤلم ان تسكن فى شارع ولا تعرف من يسكن معك فيه وكم هو محزن ان تسكن فى حى ولا تتجمعوا لمواجهة مشاكله والعمل على حلها ، ولننظف شوارعنا ولنجملها وقبل ذلك فلنتعارف فاذا كان النبى صلى الله عليه وسلم اوصى بالجار حتى الجار السابع فما بالك بنا ونحن لا نعرف الجار الاول ، فاذا نزل الشعب كله ليتعارف ، اليس فى هذا رسالة لكل من يريد التلاعب بهذا الشعب ومن يزيف الحقائق ويقتل الامنيات .

إم مصر بلدنا ولن يحل مشاكلها الا نحن بحكمة الشيوخ وفتوة الشباب ودعم النساء وتعليم الاطفال ان لهم حقوقا وكيف يمكنهم الحصول عليها ، وبغير ذلك فسنظل نشكو وننتقد ونولول ونبكى على مكاسب ثورة اضعناها بايدينا .

انشرها قدر الاستطاعة وستصل الرسالة لا محالة وحينها سيتغير فكرنا الى روح الجماعة وسيتغير فكرهم نحونا باننا شعب ليس من السهل التلاعب بنا .