الأحد، 17 يونيو 2012

مصر المحتلة


هل حقيقى ساند المجلس العسكرى الشعب فى الثامن والعشرين من يناير  2011؟

وهل حقيقى ان المجلس العسكرى يرى انه يتعامل مع شعب يستحق ان يكون حرا ؟

وهل حقيقى ان الشعب المصرى يستحق الحرية التى ثار من اجلها ؟

وهل حقيقى ان كل الخشب المسندة التى طفت على السطح طالبة للرئاسة تستحقها ؟

وهل حقيقى ان الاعلام المصرى الهابط يعبر عن امال وطموحات الشعب ام يعبر عن مخططات اصحابه ؟

وهل حقيقى ان القضاء المصرى فى مجموعه يتمتع بالشرف والنزاهة كما يدعى ؟

وهل حقيقى اننا نتحرك فى حب مصر أم انه مجرد شعار ؟

هل وهل وهلهلات كثيرة تطرح نفسها وفى ظل مجتمع الكذب والتلفيق وقلة الادب وسوء الاخلاق تاهت العقول وضاعت المعانى فلم نعد نفرق بين الصادق والكاذب والخائن والامين ونطق الكثير ممن فاقوا الرويبضة .

ونعود الى موضوعنا مصر المحتلة !

فهل مصر محتلة .. نعم مصر محتلة منذ ازمان بعيدة وحتى اليوم ولم تنل حريتها الى حد ما الا خلال فترة وجيزة تبدأ منذ 28 يناير وحتى 11 فبراير 2011 وهى الفترة التى توحد فيها شعبنا العظيم ثم طغت المصالح فوق كل اعتبار وللاسف كان منها الكثير الموجه ممن اراد ان يدير اللعبة لاحتواء الغوغاء ووئد الخروج على الشرعية من وجهة نظره

والسؤال هل نزل الجيش الى الشوارع لدعم الثورة أم لاحتوائها .. وهل كان يمكن للجيش ان يقوم بالمواجهة لاعادة الخارجين على القانون من وجهة نظر النظام ؟

الاجابة بالتاكيد لا فى هذا التوقيت مع الفورة التى لم تشهدها مصر من قبل فالنتائج والعواقب ستكون وخيمة والانشقاق احتمال مؤكد وستكون النتائج مواجهة الجيش مع الجيش والشعب مع الجيش والامن فى ثيابه المدنية مع الجيش وستتحول ربوع مصر الى مواقع دموية .

ولان الذى يحرك اللعبة عناصر كثيرة مصدرة لنا المجلس العسكرى اثروا امتصاص الغضب الذى لم يكن متوقعا واتخذوا من سياسة الاحتواء والتفريق ليعودوا الى السيادة من جديد .

واكذوبة الجيش والشعب ايد واحدة اصطلاح كاذب عند من اطلقوه وان لم يكن كذلك عند رجال جيش مصر الشرفاء فقد صدقوه فى حينه ولو كان من اطلق الشعار صادقا لكانت الاولوية للشعب لان الجيش نتاجه وليس العكس

ونحن صدقنا الشعار الذى كان مجهزا وربما كان معلبا .. لتبدأ مرحلة جديدة ترك فيها الحبل على الغارب ليفعل من يريد ما يشاء ان يفعل فكان الانكسار من فئة وترسيخ مشاعر النصر عند الغالبية ولم نفهم الدرس ولم نتبين المخطط فتمادينا فى نشوة النصر والشعور باننا نستطيع ان نفعل ما نشاء وفى المقابل كانت الخطة الجهنمية لتحطيم المعنويات واجتذاب فئات الى صفوف جحافل الظلام التى لا تريد لمصر وشعبها ان تقوم لها قائمة

وحتى نكون محقين نجح المجلس العسكرى بجدارة فى ادارة المرحلة بنجاح منقطع النظير بتوجيه من جهات عديدة من الداخل والخارج وباستمالة فئات عديدة تريد الحفاظ على مكتسباتها خشية ان ياتى الجديد فيحاسبة عليها فكانت التضحية بمستقبل مشرق لمصر من اول اولوياتها

ونجح اعداء الحرية وخفافيش الظلام فى تكريس كراهية الفصائل الاسلامية ايا كانت انتماءتها او توجهاتها وللاسف شاركت هذه الفصائل فى تكريس هذه الكراهية من خلال الزهو بالنصر والرغبة فى تنفيذ رؤيتهم من اول يوم وكأنهم لم يعيشوا فى مصر ويعرفون ظروفها واسقطوا من حساباتهم ان هناك من يتربص بهم

وتهيأ المجتمع لاظهار الانياب ونهش الثورة واعادة الامور الى نصابها الطبيعى ليعرف المصريين حجومهم فكانت الاحكام القضائية التى لا تتسق مع واقع ما مرت به مصر وبدت المعاملة الفوقية واضحة من منطلق عاجبك واللا مش عاجبك واعلى ما فى خيلك اركبه .

ونعود للسؤال الاساسى .. هل مصر محتلة ؟!

اقول نعم مصر عاشت تحت الاحتلال الاجنبى لسنوات كثيرة الا انها منذ عام 1952 وحتى الان محتلة بفئة من ابناءها يظنون انهم اصحاب الافهام العلية يحكمون فاقدى اهلية

المجلس العسكرى لم يكن ابدا مع الشعب وانما على الشعب والا فأين الفاسدين الذين حموهم من الشعب بايداعهم بالسجون حفاظا عليهم واين الاصلاحات التى تمت خلال ما يقارب السنة ونصف .

وللحق نقول اننا لم نحتل الا بارادتنا وتهاونا فى حق انفسنا وعدم ثقتنا بها وقد سمحنا بذلك نتيجة التنازع والتناحر وعدم قدرتنا على توجيه الرسالة .. وانتظارنا للمخلص وهذا لن يتاتى لان المخلص الوحيد لشعب مصر هو شعب مصر اذا ما غيروا ما بانفسهم ووحدوا جهودهم ولم يقسموا البيت قبل الحصول عليه

والمجلس العسكرى لم يخن الامانة كما يدعى الكثيرين لانه لم يعتبرها امانه فى يوم من الايام وانما كان يعمل لاعادة حق مغتصب اغتصبه شعب مصر لينال حقا لا يعده من حقه وهو حقه فى الحرية .

نعم مصر محتلة بالفساد والتبعية قبل ان يحتلها فصيل من الفصائل او فئة منه

ولن نتحرر ابدا الا اذا قضينا على الفساد وحملت التبعية عصاها لترحل عن عقولنا قبل بلادنا وتحركنا بجد على طريق الاصلاح والنهضة والتنميةThis e-mail address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it

ليست هناك تعليقات: