قال : ليه اتاخرت كده .
قلت : اننا لم نحدد موعدا وانا جيت فى نفس موعد مجيئى امس .قال : انا اللى جيت بدرى علشان نكمل الحوار .
قلت : اين توقفنا .
قال : عند مزايا وعيوب كل طريقة من طرق الانتخابات
قلت : وتريد تبدأ بماذا ؟
قال : بالانتخابات الفردية .
قلت : نبدا بمميزات الانتخاب الفردى ، فهو يتميز بالسهولة ، ومعرفة الناخبين للمرشح بشكل شخصى ، ومعرفة المرشح بمشكلات وحاجات دائرته بدقة .
قال : طيب والعيوب ؟
قلت : الناخب يعطى صوته مقابل ما يعده به المرشح ، والاختيار بناء على القبلية والعصبية ، غياب البرامج الانتخابية وغلبة الرؤية المحلية ، صعوبة تمثيل بعض الفئات .
قال : وماذا عن مزايا القائمة ؟
قلت : اختيار الناخب على اساس برنامج ، يجعل النائب يخرج من غلبة الرؤية المحلية والاهتمام بالقضايا القومية ، اضعاف الاختيار على اساس القبلية والعصبية ، اعطاء فرصة اكبر لتمثيل بعض الفئات .
قال : وكمان الاحزاب الضعيفة ممكن تدخل ؟
قلت : علشان كده فى الترشيح لرئاسة الجمهورية هناك شرط ان يكون للحزب عضو على الاقل بالمجلس .
قال : وماذا عن العيوب ؟
قلت : تحكم الاحزاب فى وضع القوائم وقد تسيئ استخدامها ، امكانية خداع الجماهير بوضع شخصيات معروفه مع شخصيات لا امكانيات لها ، عدم قدرة الناخب على اختيار مرشحيه ، صعوبة مهمة الناخب فى الاختيار نتيجة سعة الدائرة .
قال : وممكن المستقلين يعملوا قايمه ؟
قلت : نعم وهذا ما يطلق عليه بالقائمة النسبية غير المشروطة بشرط الحزبية .
قال : وايه اللى مطبق عندنا ؟
قلت : اللى مطبق عندنا نظام الانتخاب الفردى .
قال : وهل سبق وطبقنا نظام الانتخاب بالقائمة ؟
قلت : نعم مرتين تقريبا .
قال : والنظام الفردى يفيد مين اكثر ؟
قلت : يفيد الاشخاص الذين لهم شعبية فى دوايرهم ، والناس اللى معروف عنها الطيبة والمشاركة فى هموم الدائرة .
قال : يعنى النظام الفردى لا يفيد الاحزاب ؟
قلت : يفيد الاحزاب الكبيرة ، اما الصغيرة فيكون حظها يعتمد على شهرة المرشح وخدماته للدايرة .
قال : ويخدم الاخوان ؟
قلت : زى ما قلت لك كل واحد ليه قاعدة شعبية هذا النظام يخدمه .
قال : ويخدم المسيحيين ؟
قلت : وبعدين معاك ما قلت لك كل واحد ليه قاعدة شعبية هذا النظام يخدمه .
قال : يعنى النظام ده لا يخدم الاحزاب الصغيرة ولا المرأة ولا المسيحيين ؟
قلت : الى حد ما نعم لانه ليست لديهم قاعدة شعبية ويمكن كمان علشان ثقافة شعب زى ما انت قلت .
قال : علشان كده واجعين دمغنا بالقائمة فى الجرائد وعلى الفضائيات ؟
قلت : شوف يا سيدى فى الغالب لا يعمل شيئ لوجه الله او لمصلحة مصر وانما هى فى الاول والاخر مصالح شخصية .
قال : ازاى بقى يا ابو العريف ... اسف جدا لم اقصد !
قلت : يا سيدى ولا يهمك لما اتنين جاهلين يتكلموا راح تاخد منهم ايه ، واحنا الاتنين ابو العريف .
قال : لا والله صحيح انا اسف واحنا مش جاهلين ولكن نريد ان نعرف ، ما تزعل منى .
قلت : والله يا سيدى ما زعلت .
قال : قال طيب قول لى ازاى مصالح ؟
قلت : فيه حد دلوقتى عارف حاجه عن الاحزاب ؟
قال : لا ولكننا عارفين البرامج بتاعتها .
قلت : يا اخى ومنذ متى والاحزاب القديمة تعلن برامج ؟
قال : منذ نشأة الاحزاب ، بس الوقت ده خلاص اتغير وراح الى غير رجعة .
قلت : وانت مصدق اللى بتقوله ده ؟
قال : يا عمنا انا مش مصدق ولكن عايز اكدب نفسى .
قلت : فاكر لما قلت لك انضم معانا فى الحزب قلت انك ستنضم لحزب جاهز وكبير بيصرف عليه رجال اعمال .
قال : ايوه فاكر .
قلت : تعرف ايه عن برنامج الحزب الكبير ده ؟
قال : اقول لك الحق هى نفسها نفس شعارات الحزب الوطنى والاحزاب الكرتونية القديمة .
قلت : لا يمكن الحكم على الاحزاب من برامجها وانما من خلال ما تقدمه على ارض الواقع .
قال : وازاى نعمل كده ؟
قلت : اننا نفرد وقت لهم علشان يثبتوا جدارتهم .
قال : يعنى الانتخاب بالقائمة مش فى مصلحة الشعب ؟
قلت : ولا الان ولا فى اى وقت لاننا لا توجد لدينا ممارسات حزبية بمعنى ممارسات حزبية .
قال : وامريكا وانجلترا بتطبق نظام القايمه طبعا لان عندهم حياة حزبية سليمه ؟
قلت : شوف على الرغم من ان عندهم حياة حزبية سبقتنا بمراحل الا انهم يتبعون النظام الفردى فى الانتخاب .
قال : طيب ليه مع ان عندهم برضه احزاب ضعيفه ؟
قلت : لان المواطن الامريكى يهمه الوعود اكثر من البرامج المقولبة .
قال : والمواطن المصرى ؟
قلت : المواطن المصرى زيي وزيك فجأة لقى نفسه بيتكلم فى السياسة وبيحكم وبيقرر ويوافق ويرفض ويشيل ويحط .
قال : وده عيب يعنى ؟
قلت : لا مش عيب .
قال : طيب ايه المشكلة ؟
قلت : المشكلة ان العملية بقت فوضى والحكومة كل همها ارضاء الناس حتى ولو على حساب المصلحة العامة .
قال : استنى استنى ده كلام كبير يا عمنا .
قلت : لا كبير ولا حاجه ، شوف احنا مشاكلنا كبيرة قوى والدين الداخلى والخارجى حاجة مفزعة .
قال : وازاى نحل الموضوع ده .
قلت : بالعمل مش بالكلام والاستغناء عن الكماليات او التقليل منها .
قال : طيب العمل وماشى انما راح نشد الحزام كمان ؟
قلت : اذا كنت عايز تعمل شيئ كويس لابنك وابنى لازم نشتغل وبجد ونتكاتف ونعمل مشاريع بالجهود الذاتية علشان نقضى على البطالة والعنوسة والرشوة والمحسوبية .
قال : خلينا دلوقتى فى الانتخابات والاحزاب وبعدين نناقش المواضيع دى .
قلت : ماشى يا سيدى .
قال : طيب ازاى اعرف انتماءات حزب او توجهاته وانتماءاته ؟
قلت : من ترتيب القائمة .
قال : طيب القايمة تضر مين ؟
قلت : القايمة تضر المستقلين ، والى حد ما الاحزاب الصغيرة الا اذا تحالفت مع بعضها وعملوا قايمة واحدة .
قال : بس نظام القايمة مش حا يفيد المسيحيين ؟
قلت : ليه اذا دخلوا فى احزاب وكان ترتيبهم متقدم فى القايمه حا يفيدهم .
قال : كويس وده برضه ينطبق على المرأة طبعا ؟
قلت : بالتاكيد .
قال : وانت توافق على كده ؟
قلت : السؤال ده سؤال خبيث شويه مش كده ؟
قال : بصراحة نعم .
قلت : ما هو لو انت واخد بالك من كلامى كنت عرفت انى من الاول أنى افضل نظام الانتخاب الفردى .
قال : والكلام ده ينطبق على الاخوان والسلفيين ؟
قلت : ينطبق عليهم ما ينطبق على غيرهم ولابد ان يدخلوا حزب زى ما دخلوا وتحالفوا مع حزب العمل فى فترة من الفترات .
قال : يعنى ممكن واحد ليه شعبية كبيرة فى منطقته لا ينجح ؟
قلت : نعم اذا وضع فى موضع متاخر من القائمة .
قال : وازاى يتلافى ده ؟
قلت : اذا كان الانتخاب بالنظام المختلط يدخل كمستقل او يطالب بوضعه فى مكان متقدم فى قائمة الحزب .
قال : يا عم دى حكاية .
قلت : لا حكاية ولا حاجة والمسألة اولا واخيرا قدرة شعب على اختيار من يمثلة وان لا يبيع الانسان صوته لاى احد مهما كان ، لان من يشترى لا يعطى وانما ياخذ فقط .
قال : الكلام معك لا يمل .
قلت : ده اذا كان صحيح مش تاليف .
قال : طيب قول لى انت عايز ايه من الحكومة ؟
قلت : عايز مصر تكبر وتكبر .
قال : تانى حا تقول لى مصر ، صحيح قول لى انت كانسان عايز ايه من الحكومة ؟
قلت : مطالبى بسيطة وسهلة واعتقد ان كل واحد منا عايزها كحد ادنى .
قال : اللى هيه ايه ؟
قلت : ها جيب لك اليوم من اوله .
قال : قول يا سادات ياللى كلامك حكم .
قلت : بس انا مش السادات .
قال : يا سيدى القافيه تحكم ، قول بقى .
قلت : شوف يا سيدى انا عايز اقوم من من النوم ادوس على زرار النور القى كهربة ، وادخل الحمام واشد اسيفةن الاقى المجارى ماشية تمام لا تطفح فى الحمام ولا خارج البيت ، واخد الدش واتوضأ بماء بلا طعم او رائحة ، اطلع اصلى ، وبعدين اقعد افطر مع ام العيال والعيال برغيف العيش النظيف وحتة الجبنة او طبق الفول ، والبس قميصى وبنطالى النظيفين ، انزل الشارع الاقيه نظيف بلا حفر او بلاعة مفتوحة او رابش بناء مرمى وواخد حيز من الطريق او اكوام زباله عليه ذباب اكثر من التعداد ، واوصل عيالى للمدرسة القريبة ، واركب اتوبيس نظيف اشعر فيه بادميتى ، واروح عملى اؤديه بامانة وجديه ، ويفهم صاحب العمل ان العلاقة بيننا تعاقدية واننى اؤدى عمل اخذ عليه اجر ، وارجع لبيتى وتكون ام العيال جابت العيال من المدرسة ، ولا تشكو لى تحرش الصايعيين ولا مضايقة المتنطعين ، ونقعد نتغدى والجودة من الموجودة ، ونجلس نتكلم ومفيش مانع نقعد على النت نتعلم مش نضيع اوقاتنا فى قيل وقال ومساخر ومباخر ، ولما ننام نلاقى فرشة نضيفة .
قال : ولما تكون مستعجل ومتاخر على شغلك ؟
قلت : بدل الاتوبيس اركب تاكسى ، ما يركبش على احد ، وان فعل يستأذن لان الراكب الثانى ضيفى ، وما يقعدش يحكى لى عن مشكله ويتسول ويبتز عطفى ، ويحاسبنى على البنديرة ، ويتعامل معى باحترام الراكب والزبون .
قال : بس كده ؟
قلت : لا عايز مدارس تعلم مش تاخد وبس ، عايز مدرس محترم يعرف كيف يكون مربى وبانى للشخصية ومكتشف لملكات التلميذ ، مش مجرد اجرى كل همه يدى دروس .
قال : دى مشكلة ؟
قلت : واى مشكلة عارف عدم الاحترام اللى بنشوفه فى الشارع سببه الرئيسى ايه ؟
قال : سببه ايه ؟
قلت : سببه ان الطفل طلع لا يعرف كيف يحترم الكبير وفى المدرسة المدرس ما بقاش كبير ، وفى الجامعة الدكتور شارى دماغه .
قال : وايه كمان ؟
قلت : وعايز ابنى لما يتعلم يلاقى شغل واللى ما اخدش حضه من التعليم يلاقى شغل .
قال : وايه كمان يا عم اشعر ؟
قلت : ليه بتقول كده ؟
قال : لانك بتقول اللى فى نفسى .
قلت : ولما واحد منا يمرض الاقى المستشفى اللى اتعامل فيه كانسان مش حالة ، مستشفى تتناسب مع ما ادفعه من ضرائب ، والقى الدكتور الحنيين اللى اتعلم ببلاش وبدل ما يكون رحيم اصبح رجيم ، لا رحمة ولا انسانية وبقى زى فتوات الحسنية .
قال : كمل يا عمنا .
قلت : اخرجت من داخلى المواجع ، ولازم اسيبك دلوقتى علشان الوقت ازف .
قال : تانى راجع لام العيال زى امبارح ؟
قلت : ايوه وبسرعة ؟
قال : يعنى الاذن خلص ؟
قلت : يا اخى الواجب ينادى ومراتى عارفه ان لى اشفالى وعلاقاتى الاجتماعية .
قال : يا سيدنا انا بهزر .
قلت : عندنا موعد عند الطبيب مش قلت لك قلبت على المواجع .
قال : متاخر كده ؟
قلت : حا نعمل ايه بقينا بتوع الليل واخره .
قال : الله المستعان .
قلت : الله المستعان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق