الخميس، 9 فبراير 2012

الى جميع القوى السياسية والجماعات والاحزاب والائتلافات

مصر اليوم فى حاجة ماسة الى التألف لا التناحر اذا كنا نضع مصالح مصر وشعبها فوق كل اعتبار ، أما اذا كانت المصالح الشخصية مقدمة على مصلحة الامة فهذا أمر آخر ويحتاج الى مراجعة شعبية لاصحاب هذه المصالح وتقييم تواجدهم على الساحة .
ومصر اليوم فى حاجة الى مراجعة قوانين كثيرة صدرت فى عقود مضت ملطخة بالمصالح وعدم الفهم وعدم الاعتبار لمصالح الشعب .
ومصر اليوم فى حاجة الى قوانيين ترفع من قدر المصرى فى كل مكان وزمان وابسط القواعد فى هذا الشأن ان نضع فى الاعتبار مبدأ المعاملة بالمثل فى كل قوانيننا وتصرفاتنا .
وشعب مصر يطالب هؤلاء الذين اوصلتهم اصوات الشعب الى سدة البرلمان والحكم بان يكونوا نماذج تحتذى للشعب وان يعملوا من اجله .
ان الخلافات التى تحدث بين الجماعات والاحزاب والائتلافات تكرس للهزيمة النفسية ولا تحقق اهداف الثورة .
ولابد وان نتعلم ان هناك فارق كبير بين الفهم والوعى وبين عدم الفهم وافتقاد الوعى ، وحتى اكون صادقا مع نفسى ومن واقع المجريات التى تحدث اليوم ارى اننا نفتقد كثيرا الوعى والفهم .
اننا نمر بمرحلة فارقة فى تاريخ الشعب المصرى فإما ان نكون او لا نكون وإما ان نعود الى سابق الامجاد وإما ان نظل كما نحن نتكلم كثيرا ونفعل قليلا وهذا بالتأكيد سيقودنا الى العودة الى عقود ثرنا عليها ولكننا لم نملك الرؤية المناسبة لتغييرها ، ولا اعتقد ان هذا ما يمكن ان نلبسه على الشعب المصرى .
ان الشعب المصرى يتطلب الكثير والكثير وهذا يحتاج منا الى العمل الشاق لان اصعب ما فى البناء هو وضع الاساس ونحن فى هذه المرحلة ولن يكون الامر سهلا لان هناك الكثيرين ممن يريدون اعاقة المسيرة ولاسباب كثيرة منها الخوف من المحاسبة بعد الاستقرار ومنها هؤلاء الذين لا يريدون لنا ان نملك الكلمة وحق اتخاذ القرار حتى يكونوا دائما فى الطليعة ليقودوا شعب مصر الى مزيد من التردى والانحدار ، ومنهم القوى الغربية الضعيفة التى لا تعمل الا فى اجواء الفساد والنفوس العفنة التى استطاعت ان تجعل منهم وكلاء لها يطبلون لها ويتغنون بها وهم ابعد ما يكونون عن تحقيق مصالح شعب مصر لانهم انما يسعون لترسيخ قواعد التبعية والذل والانكسار .
اننا لسنا شعبا ضعيفا او لا يمكنه ان يثور كما كان ينسب الينا لاننا اثبتنا خلال اسبوعين اننا شعب يمكن ان يتحد ويطالب بحقه وللاسف فرقتنا المصالح واضعفتنا التطلعات الفردية وانهكتنا الاصوات المتخبطة المتردية والتى وصل بها الحد الى المطالبة بالتدخلات الاجنبية .
وأسأل نفسى والشعب العظيم ما اذا كنا سنرضى بان نترك مصيرنا فى ايدى اصحاب المصالح ؟ وما اذا كنا سنفيق من غفلتنا ؟ ونعلم تماما ان الحصول على ما نريد لن يأتى لنا بمحض ارادته وانما يجب ان ننتزعه انتزاعا باسلوب واعى لا يتسبب فى تدمير ما نملك .
اننا ان لم نحافظ على مكتسبات الثورة فالطريق مظلم وبالتأكيد كلنا لا يرضى بذلك .

ليست هناك تعليقات: