الأحد، 25 ديسمبر 2011

اغتيال ثورة مصر

اغتيال ثورة مصر إن مصر تمر بمرحلة المخاض والجنين المتمثل فى دولة تقوم على العدل والحرية والمساواة ولكن للاسف الولادة متعسرة ومصر تئن فلا يد تساعد ولا دعم يقدم ولا اخلاص فى النيات فى ان تتم الولادة بنجاح .

اول من يشارك فى ذلك هو شعب مصر الذى صنع تاريخا لم يسبقه اليه شعب الا شعب تونس الذى سطر لنفسه تاريخا يستحق التقدير والاحترام ، ولكن كما قيل ويقال ان مصر غير تونس بتعدادها ورقعتها الشاسعة وتاريخها الطويل .

والثورة الرائعة كانت انجاز لشعب اتهم بالثبات العميق واللا مبالاة والرضا بالقليل فكانت انطلاقته مفاجئة للقاصى والدانى وللشعب نفسه قبل اصحاب الوصاية على مصر ، والثورة ليست ببدايتها او بنتائجها القريبة وانما بما تسفر عنه الامور والاحداث وكيفية مواجهة الواقع والتعامل معه ، وهو الامر الذى لم تنجح معه ثورة مصر حتى الان .

اننا نعيد صياغة تاريخ أمة كانت تملك من المقومات ما جعلها فى طليعة الامم ولازالت تملكها ولكنها لا تعرف الاسلوب الامثل لاعادة استخدامها لان هناك من يتربص بمصر ممن تربوا على موائد الغرب واكلوا من فتات تلك الموائد لا يريدون صياغة غير صيغتهم ويظنون انهم يمتلكون اقدار مصر وليس لغيرهم ان يشاركهم نصرهم كما يعزون الامر ويصدقون انفسهم فى انهم اصحاب الثورة ونسوا ان هناك شعب ثار ليملك قراره فسفهوا احلامه واتهموه بالجهل والتخلف .

وعلى الرغم ان الثورة نجحت بتلاحم الشعب المصرى خلال الفترة من 28 يناير وحتى 11 فبراير 2011 الا انه انطلاقا من اليوم التالى بدأت الامور فى التراجع عندما تم تكوين الفصائل وتم تكوين الاحزاب وتم تكوين الائتلافات وبدأ كل فصيل يريد ان يجنى المحصول فمرت الايام والشهور ولم يجنى احدا الا الفتات ويبدو انهم اعتادوا على الفتات فلم يرضوا به بديلا وانطلقت الشعارات غير المدروسة والسابقة لاوانها فضيعنا الاوقات ودخلنا او ادخلنا فى شحناء بغيضة وكراهية مقيته واخذنا نتبادل الاتهامات فلم نعد نرى فى مصر شريفا الا ووجد طرف اخر يخونه ويسبه ويحط من قدره ، وباتت مصر بلا شرفاء وانتهز زبانية الاعلام اصحاب الاصوات المأجورة والاقلام المسمومة يلعبون على كل الحبال ويتفقون ويختلفون مع كل الاتجاهات والافكار لتصبح مصر فى حراك دائم وحيرة اكبر ولم يعد للعدو الحقيقى معالما فالكل اصبح عدو والكل اصبح خائن وجبان .

وفى ظل ذلك التخوين والتشويه والصوت الواحد والتوجه الاحادى والحرق والتدمير فقدت الثورة اهم شروطها من صلابة وتصميم والحفاظ على الصورة الناصعة وتوحد الامة والوعى بما يدبر لها من الجهات التى لا تريد للثورة ان تعبر المضيق ولمصر ان تنتهى من المخاض ، وسيطرت الخلافات التى كان من الممكن ان تؤجل لما بعد الاستقرار وكذلك المحاكمات التى سيطرت على العقول لفترة ثم خفت ضجيجها ليتحول الى ضجيج الانتخابات والتخويف من الاخوان والسلفيون من جهة والتخويف من العلمانيين والليبراليين من جهة اخرى ووضع الشعب مصر بين المطرقة والسندان فى ظل ظروف المخاض الصعب .

ونجح هؤلاء صراحة وساهمنا معه بشكل واضح - لضعف الفهم لدى الكثيرين وتغليب فقه الاولويات وعدم القدرة على قرأة الاحداث والتطلع الى المستقبل وعدم القدرة على فهم كيفية توجيه الرسالة – فى تفريق الامة وتمزيقها واعطينا الفرصة لنضرب ونقمع ونكسر وتلطخت صور الثوار الحقيقين نتيجة اندساس مندسين واصحاب الافكار الهدامة التى تهدم ولا تبنى وتبدد ولا تصون ورضينا ببعض التضحيات من النظام ببعض عناصره ورضينا بالبدائل المزيفة وترقيع الواقع الذى لم يتغير حتى الان .

والمشكلة الاكبر التى نعيشها الان ان الفرقة والتشرذم جعل البعض يتباكى على زمن ولى ولن يعود الا اذا لم نعرف كيف نوجه الرسالة واخرين يؤيدون بقاء المجلس العسكرى وكأنما لم يسبق له الحكم لمدة ستة عقود رأينا فيها ما رأينا وتخلفنا فيها ايما تخلف واخرين يرون ان تحكيم صوت العقل خيانة وان الدم والحرق والتدمير هو السبيل الوحيد  للحصول على الحرية لنعيد بناء الدولة بعد خرابها وحرقها واخرين يرون فى ايجاد المجالس التشريعية هى المخرج الوحيد من الازمة والعبور لبر الامان وبين هؤلاء وبين اؤلئك ضاعت معالم الدولة وضاعت هيبتها .

والسؤال الذى يطرح نفسه الان كيف يمكن ان نقف امام من يريد ان يغتال ثورتنا ومن يريد ان لا يساعد مصر على المخاض السهل ، ومن وجهة نظرى ارى ان ذلك يكمن فى عدة خطوات هى :

1-      دعم المجلس العسكرى للانتهاء من خارطة الطريق التى وضعها . مع التأكيد ان الشعب يرفض ان يحكمه العسكر وانه لابد وان يعودوا الى ثكناتهم بعد نهاية يونيو وانه ليس مقبولا ايجاد آليات مثل المبادئ فوق الدستورية لتحكم شعب سبق ورفض اعلان الوصاية عليه .

2-      التوقف تماما عن مهاجمة بعضنا البعض واغتيال النيات وتقبيح المعانى ولنؤجل خلافاتنا لما بعد الاستقرار .

3-      تطبيق قانون الطوارئ على كل من يثير الشبهات ويزكى الفتنة من فلول وجهت اليهم اصابع الاتهام واعلاميين خرجوا عن الاطار وكل من اشارت اليهم اصابع الاتهام فى التحريض على الفتنة لمدة ستة شهور وهى المدة الباقية للمجلس العسكرى ، واذا لم يثبت عليهم شيئ يخرجوا بعد ان تكون مصر قد استقرت .

4-      ايقاف جميع المحاكمات لحين الاستقرار وحينها سيعرف القضاه الذين يتحيرون فى الانتماء ان مصر لم تعد كما كانت وانما هى مصر جديدة .

5-      التوقف عن الاعتصامات حتى لا نوجد مجال لاندساس المندسين من الداخل والخارج ، وفى نفس الوقت نوجد آليات اخرى اكثر قوة وموضوعية لابلاغ الجميع ان توقفنا ليس نابعا عن خوف وحيرة وانما عن قوة وارادة صادقة فى التغيير .

6-      التأكيد على ان الجيش ليس له دور سياسى وليس هذا من منطلق التخوين فى الجيش وانما تفريغ الجيش للقيام بمهامه التى اوكلها اليه شعب مصر .

7-      التأكيد على اننا لن نسمح لمن تمرسوا وتعلموا فن اغتيال الثورات او من يريدون الحصول على مكاسب جنوها فى عهد ناظر العزبة ، واى قوى دوليه تدعمهم وتخطط لهم بان يحققوا اهدافهم واننا سنقف لكم شوكة فى الحلق ومضغة تخنقكم اذا تماديتم فى غييكم .

8-      التأكيد على اننا لن نرضى ان نعود الى الوراء وان ثورة شعب مصر قائمة فإن وصلنا الى ما نريد فمرحبا وان لم نصل فالموت اهون من ان نعود لعصور لا نأسف عليها وانما سعدنا بالتخلص منها .

هذا غيض من فيض ولمن يريد ان يضيف لهذه الرؤية فمرحبا به ومن يريد ان ينتقد فمرحبا به ولكن فليعطنا البديل ، وارى ان ثورتنا لن تغتال الا اذا رضخنا للسياسة الاستعمارية والتى تعيدنا الى عصر الاستعمار وهى سياسة فرق تسد وهذا ما يحدث الان .. فافيقوا قبل ان ياتى وقت لا ينفع فيه الندم .

واعلموا ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم وان الله وعدنا بان النصر مع الصبر ، فوحدوا الصفوف واجلوا الخلافات وليعلم الجميع بأننا لن نسمح ابدا باغتيال ثورة مصر وباذن الله سوف نخرج الى النور ونستنشق عبير العدل والحرية .

هناك تعليق واحد:

جيجي يقول...

من اهم وابرز الأمور التي يرغب اى شخص فى تعلمها هو كيفية عمل السيرة الذاتية حيث انها تعتبر وسيط بين الشخص المتقدم للوظيفة وبين الجهة الباحثة عن وظيفة تناسب مؤهل الشخص المذكور.