المواصفات الأمريكية لحاكم مصر الجديد
محمد سيف الدولة
عقدت لجنة الاستخبارات الفرعية حول الإرهاب ومكافحة التجسس في مجلس النواب الأميركي فى 13 ابريل 2011 ، جلسة حول الانتخابات المصرية القادمة والحكومة التي قد تنشأ عنها .
محمد سيف الدولة
واستمعت فيها الى توصيات روبرت ساتلوف مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى وهو المؤسسة الفكرية للوبي الصهيوني في واشنطن .
وهى شهادة واحدة فقط من عشرات الشهادات المماثلة التي تصل الى ذات النتائج والتوصيات .
* * *
وقد أوصى ساتلوف الحكومة الأميركية بأن تقوم مواقفها العلنية على تحذير المصريين من انها ستقبل فقط التعامل مع حكومة لها مواصفات معينة وذلك للتأثير المبكر على الانتخابات المصرية القادمة ، على أن يكون من أهم مواصفاتها :
· السلام مع إسرائيل
· وتوسيع السلام في المنطقة ليشمل دولا أخرى
· وتحقيق الالتزامات الدولية بما في ذلك حرية الملاحة في قناة السويس
· والاعتراف بتقسيم السودان
· والشراكة الثنائية مع الولايات المتحدة لدعم الأمن والسلام في الشرق الأوسط وأفريقيا والبحر المتوسط
وحث ساتلوف الإدارة الأمريكية على ممارسة الضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر لثنيه عن تمرير قوانين انتخابية قد تسمح بوصول إسلاميين إلى الحكم في مصر .
لأن من وجهة نظره أن : (( حكومة مصرية تقودها جماعة الإخوان أو توجهها أو تكون مصدر إلهامها لن تفي بهذا الغرض ))
* * *
اى ان المهم هو الغرض ، فالتخوف الأمريكى ليس كما يدّعون ، من الإسلام ولا من الإسلاميين ، وانما التخوف الفعلى من كل من يمكنه أن يقول لأمريكا و اسرائيل( لا )
سواء كان إسلاميا او عروبيا او يساريا او ليبراليا أو مستقلا .
وتاريخنا خلال العقود الست الماضية هى خير دليل على ذلك : حين تعرضت كل التيارات الوطنية على اختلاف توجهاتها لحملات مسعورة من الأمريكان والصهاينة : بدءا باليسار بعد الحرب العالمية الثانية ثم التيار الوطنى و القومى فى الخمسينات والستينات ، والآن جاء دور التيار الاسلامى .
فالقصة ليست فى التوجه الايديولوجى ، وانما فى الموقف السياسى من الأمريكان والصهاينة .
* * *
من هنا فأنى أوجه دعوة صادقة وحارة الى كل القوى الوطنية فى مصر ، أن نتوقف عن المعارك الخطأ بين المسلمين والمسيحيين او بين الليبرالى والاسلامى أو بين السلفية والصوفية...الخ
وأن نعود جميعا الى روح ميدان التحرير ونستعيد وحدتنا تحت راية وطنية واحدة وبرنامج وطنى واحد البند الأول فيه هو :
الاستقلال عن المشروع الامريكى الصهيونى
فهذه هى المعركة الأهم والأخطر والأكثر شراسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق