استوقفتنى احداث اليومين الماضيين وجعلتى اطرح على نفسى سؤالا هل انشاء نقابة للمحاسبين القانونيين هى اكبر همى ومبلغ علمى ، وبرزت الاجابة اسرع من القاء السؤال او لنقل ان الاجابة كانت موجودة ولاكتمالها كان يجب طرح السؤال ، لا ليست النقابة هى اكبر همى ولا مبلغ علمى وانما مصر واستقرارها وتقدمها هو بالفعل اكبر همى ومبلغ علمى ، وعندما تطرقنا الى موضوع النقابة كان من باب المساهمة فى تحقيق الهدف الاكبر وهو استقرار ورفعة مصر .
التحرير اصبح ملاذ من لا عمل له او من له مطالب تصب فى صالح فئات قليلة دون النظر للمصلحة العامة واصبحت الفوضى عنوانا وعدم تنظيم الجهود نبراسا والفرقة بيننا هى دستورنا الجديد فأى طريق نسير فيه وهل يصب ذلك فى صالح الهدف الكبير .
ومباراة الهت امة وخروج على النص اعتدنا عليه لم نتفق ايضا على انه خروج على النص فانقسمنا بين مؤيد للخطأ وبين معارض له ليس فى معظم الاحوال من منطلق تقييم الخطأ وادراجه فى موقعه الصحيح وانما من منطلق تحقيق مصالح كل فئة .
ان ما وصلت اليه احوالنا لا يبشر بخير وإن كنت اعلنها بصوت مدوى ان التفاؤل منهجى والاصلاح قادم بخيول تحمل مشاعل نور ستطأ تحت سنابكها كل الفئات التى لا تريد الخير لمصر .
وللاسف الكثيرين يتبعون منهجا كانوا يستهجنونه من قبل ورفعوا رايات اننا على استعداد للتعاون مع الشيطان وشياطين الانس من اجل تحقيق مصالحى ويتحولون ويترنحون بين كافة الاتجاهات متناسين ان ما يبنى على غير مبدأ يتسم بالشرعية فانما يبنى على غير اساس ولا يحقق فى النهاية الصالح العام .
ولم نعد نعرف فقه الاولويات فخلطنا بين الاستراتيجيات والتكتيكات والاصول والفروع فاصاب الكثيرين الملل وسقطوا فى فخاخ الاحباط واليأس .
وبالتأكيد هناك من يزكى هذه الروح بيننا ويشيع مثل هذه الاساليب فى اوساطنا ، وهم معلومون وواضحين لنا وينطبق عليهم انهم يحسبون ان كل صيحة عليهم ولم نستطع ان ندرك انهم العدو فناخذ حذرنا منهم .
وعلى الرغم من اننا لدينا منهاج لا يرقى اليه منهاج بشر الا اننا ضربنا به عرض الحائط واثارنا التنازع فكان الفشل ناقوسا وذهاب ريحنا واضحا فيما يجرى وسيجرى على ارض المحروسة .
فهل هذا ما نريد ونسعى اليه ، واما آن لنا ان نضع مصالح مصر فوق كل اعتبار وان نجنب مصالحنا الشخصية بصفة مؤقتة لين الاستقرار ، اننا كلما ابتعدنا او اطلنا امد الاستقرار كلما زادت فاتورة الخسائر واتسعت مدة الاصلاح ولا اظن ان مصرى اصيل واحد يريد ذلك ، فلنفيق ولا ندع لاعدائنا من ابناء جلدتنا مجالا للعبث بعقولنا ومقدراتنا .
والله من وراء القصد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق