لا اؤمن بالاحزاب ولا اؤمن بتفرقة الامة وقد عانينا من الحزب الوطنى الكثير والكثير وعانينا ايضا من معظم الاحزاب التى كانت تسمى نفسها احزاب معارضة وهى فى الحقيقة كانت احزاب كرتونية اسسها وساهم فيها الحزب الوطنى ليستكمل بذلك ديكور العملية الديمقراطية فى مصر .
وبعد ثورة 25 يناير قلت فى نفسى الحمد لله لن تكون هناك احزاب وسيكون لكل مصرى صوت يسمع ولكن للاسف وجدت من يريدون القفز على الثورة ومن يريدون الاخذ بخناقها واصحاب اجندات ولا شك ان هناك مخلصين ولكن لاختلاط الحابل بالنابل لم نعد نستطيع التمييز ، وبدأ رجال الاعمال واصحاب النفوذ واصحاب المصالح والاجندات فى الشروع فى انشاء احزاب وقلت فى نفسى ما اشبه الليلة بالبارحة فالى اى طريق نسلك وفى اى درب نسير .
وسالت نفسى هل هذه الاحزاب ستعمل فعلا لحساب محدودى الدخل ام انها ستعمل وفق ما كان فى الماضى من تطلع للسلطة وتطلع للكرسى وان محدودى الدخل ما كانوا الا شعارا انتخابيا ويافطة اعلامية وعلى مدى عقود ازداد محدودى الدخل محدودية وكأنما يحافظون على ذلك حفاظا على الشعار .
وفكرنا فى انشاء حزب اقترحنا له اسما بعيدا عن الاحرار والثوار وحتى الثورة وكان اسمه عيون مصر لاننا نريد ان نعمل من اجل عيون مصر وتراقبنا عيون مصر .
وبدأنا فى وضع البرنامج واللائحة الداخليه ولكن يبدو ان مشرعى قوانين مصر لا يريدون احزابا الا لاصحاب الثروات واصحاب النفوذ فخرجوا علينا بقانون يخالف قانون الاحزاب الذى قبله فرفعوا عدد المؤسسين واشترطوا ضرورة شهر التوكيلات بالشهر العقارى وما يستتبعه ذلك من تكاليف على كل من يريد الانضمام للحزب وضرورة النشر فى الجرائد باسماء المؤسسين وما يستتبع ذلك من تكاليف لا تصب فى صالح المصريين وانما تصب فى صالح اعلام مزيف فى غالبه ، فضلا عن السؤال عن التمويل والتمويل من وجهة نظرى يعنى التبعية ايا كان التمويل ، وبمعنى اشمل واعم صعبوا الامور فى حين كان يجب ان يسهلوها ولا ادرى لصالح من يصب هذا التوجه .
والغريب ان معظم الاسئلة التى توجه الى عن الحزب تتعلق بالشخصيات العامة التى انضمت للحزب وموقعه ومن الذى سيموله وقد ذكرنى هذا ببعض الاصدقاء الذين انضموا لحزب لرجل اعمال باعتبار انه حزب سيولد كبيرا ، بغض النظر عن توجهاته واجنداته التى اثبتت الايام انها بالتاكيد لا تصب فى صالح مصر والمصريين .
وكنت دائما اقول اننا لا نريد ان ينضم للحزب الا من يريد ان يخدم وان يتبرع بوقته فعلا واننا حزب يريد ان يعبر عن الغلابة بصدق لا ننظر للاعلى بقدر ما ننظر لاقراننا ومن هم تحت خط الفقر ونضع اولا واخيرا مصلحة مصر فوق كل اعتبار ، وعلى الرغم من الشرعية الثورية وضرورة وضع اليات الاصلاح الا ان مثل هذا الكلام لا يلقى صدى لدى الكثرة ممن تحدثت معهم ويتهموننى باننى اعيش الاحلام وكان ردى ان القضاء على نظام مبارك الفاسد كان حلما من الاحلام وبالنسبة لهم اقول اننا اذا سرنا على هذا المنوال فاننا مع مرور الوقت سيكون التخلص من النظام القادم هو حلم من الاحلام .
اننا فى حاجة الى تنظيم الصفوف والتعرف على ضروريات المرحلة القادمة ولا نعد وعودا لا نستطيع تحقيقها وانما نسعى للصعود من الهاوية التى اسقطنا فيها نظام فاشل نتيجة عجزنا وهواننا وعدم رغبتنا فى العمل .
وان لم يظهر حزب يعبر عن احلامى واحلام المصريين جميعا فسيظل حلمى قائما لانشاء هذا الحزب وسيظل صوتى عاليا حال عدم تمكنى من تحقيق الحلم وسانقد واحاكم كل من يسيئ الى مصر ايا كان اسمه او رسمه .
والله المستعان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق