توقفت كثيرا عند كلمة منا ، وسألت نفسى هل المعنى بمنا المجتمع ، ام ان المقصود المسلمين ، اربعة مقاطع تضع الانسان فى حيرة شديدة ، ما هو تعريف الغش وهل هو طمس الحقيقة او اظهار الامور على غير حقيقتها ، وهل هو مقصود بالضرورة ام انه قد يكون نتاج الظروف ، والعن انواع الغش من وجهة نظرى عندما يغش الانسان نفسه ، فيرى الانسان فى نفسه ما ليس فيه ، او يعيش ادوارا ليست له ابسط مقوماتها ، فقط لانه وجد نفسه فى محيط اراد ان يظهر فيه او يتخفى بين ثنايا غشه وتدليسه .
ولاننا عانينا كثيرا من الغش الذى كشفته التحقيقات وكشفته كوامن الحقد ايضا ، وكشفته بواعث الحسد ، وكشفته حب الظهور واعتلاء الموجة ، وكشفته التطلعات السياسية ، وكشفته ثنايا الغل التى تقبع داخلنا ، وما تقدم فى معظمه مخيف ومرعب وان دل فى معظمه فانما يدل على تغلغل الفساد داخلنا وتمكن الغل منا وان الغش اصبح ملازما لنا وملاصقا .
لذا وجدت انه لابد وان نحذر من الانزلاق فيما نشكو منه ، ونصفق لمن يغشنا وندعم من يضحك علينا ونساير من ركبوا الموجة غشا وتدليسا ، فالمتحولون كثر ولا نتهم احدا بالغش ولكن كل ما نريده ببساطة شديدة امور فى مقدورنا ان نفعله فى المرحلة القادمة بالرغم من صعوبته بالنسبة للكثيرين لذا نقول ما نريد على سبيل المثال لا الحصر :
- نريد الا يخفى تاجر او بائع عيوب سلعته عند البيع .
- نريد الا يتقلد احدا منصبا وهو يرى انه لن يخدم الناس من خلاله ، او انه لن يستطيع ان يؤديه بامانه .
- نريد ان يعلن كل واحد منا عن انتماؤه بصراحة دون مواربة او مداراه .
- نريد رئيسا لا يركع الا لله ولا يخشى فى الله لومة لائم ، كما نريده رئيسا يعلم نبض الشارع ويعبر عن امال شعبه .
- نريد رئيسا لا يقبل نفاق المنافقين وعبث المنتفعين فلا يقبل بتعليق صورة وانما تكون صورته وجوده بين افراد شعبه .
- نريد مجلس شعب يمثلنا ، لا ليتعالى علينا ، لا يتمتع باى حصانه الا داخل المجلس او التصريح بما قاله داخله ، ويكون القضاء بينه وبين الناس هو الفيصل فى التحاكم وليس للمجلس ان يرفع او لا يرفع عنه الحصانة .
- نريد وزراء بلا مواكب او شوارع تفرغ لهم ، فلا يكونوا عبئا علينا ويعاقبونا لانهم لم يستطيعوا ان يوجدوا اليات لتحقيق سيولة الطرق .
- نريد مسئولين بلا حراسات وكأنهم خزائن الا من حراسة بسيطة ، ومن يخشى الموت فليجلس فى بيته ولا يكون عبئا علينا .
- نريد مسئولين لا يلتفون ليحصلوا على المناصب ولا يكذبون للوصول اليها .
- نريد ان نعرف جميعا قيمة العمل واننا لن نتقدم الا اذا ادركنا هذه القيمة .
- نريد ان يعلم الجميع ان كل واحد منا خادم فى موقعه بدءا من رئيس الجمهورية وحتى اصغر موظف .
- نريد الا تكون الرشوة بيننا منهج حياة واسلوب معيشة لان الراشى والمرتشى والرائش فى النار حتى ولو لم يقعوا تحت طائلة القانون .
- نريد قضاء نزيها قويا سريعا فى الفصل فى القضايا بحق لان الاطالة احباط للمظلوم وتصب فى صالح الظالم .
- نريد مدارس تعلم كيف تبنى الانسان المصرى الذى نريده ، تبنى العقول ولا تربى عجول .
- نريد مدرسين ومعلمين اساتذة جامعات يتقون الله فيمن اوكل اليهم تعليمهم .
- نريد محامين لا يقفون بجانب الشر والظلم ويعرفون بان الحق احق بان يتبع .
- نريد محاسبين يراعون الامانة فيما يعرضونه ولا يساعدون الممولين فى التهرب من الضرائب .
- نريد صحفيين واعلاميين يراعون امانة الكلمة ويعلمون انهم محاسبون عنها امام الله اولا ، ثم المجتمع .
- نريد اطباء يضعون نصب اعينهم الامانة التى فى اعناقهم وان من يذهب اليهم مريض فلا يتعاملوا مع المريض على انه زبون يحلب او لحم يقطع لمجرد انهم يريدون دخلا اعلى .
- نريد مهندسون يراعون الامانة فى الاداء والخوف من اللقاء .
- نريد رجال اعمال يشاركون فى مجتمعاتهم ولا يكون تعظيم الربح اكبر همهم ولا مبلغ علمهم .
- نريد رجال شرطة يعلمون انهم رادع لمن تسول له نفسه الخروج على القانون وفى خدمة الشرفاء من الشعب ، لا ان يكونوا فى خدمة السلطة .
- نريد عمالا وصنايعية يتقنون اعمالهم ويحافظون على ادواتهم ويؤدون امانتهم .
- نريد ان يعطى كل ذى حق حقه ، بغير غبن او محاباه .
ولو اتسع المجال لاضفت الكثير ومن لا يفعل كل فى موقعه ما تقدم فهو غاش لموقعه ووطنه ودينه ، لاننى هكذا ارى كيفية تطبيق من غشنا فليس منا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق