كلنا يتكلم وكلنا ننقد وكلنا نسخط وكلنا غير راضى ، شارك الشعب المصرى بكافة طوائفه فى احداث الثورة وتحقيق التغيير وكسر الحواجز والتضحية بالغالى والنفيس ، وما ان انتهت الثورة حتى عاد الشعب مرة اخرى الى قواعده مستبشرا مسرورا بما حقق وانجز ، وانتظر الرفاهية سواء القريبة او البعيدة والشعب لا يهمه الا ان نبدأ بوضع اقدامنا على الطريق ، ولكن ما حدث فى معظمه ان الافاقين قفزوا وغيروا جلودهم ليثبتوا انهم منا وما هم منا وتعرفهم من لحن القول ، وخرج علينا من يستقوى بغيره ليأخذ الصداره بغير مقدمات او استحقاق ، وخرج علينا من يبحث عن دور فى هذه الملحمة وهو ليس اهل لها ، ومن هنا ومن هناك خرجت فئات تريد ان تضع نفسها على خارطة الطريق ، وبعد سكون ليس بالطويل بدأ اصحاب المصالح القديمة والذين كانوا يأكلون من مائدة النظام السابق فى الظهور وبشكل سافر يريدون اما البقاء او الخراب والفوضى فاطلقوا بلطجيتهم تعيث فى الارض فسادا بغير حسيب ولا رقيب ويحاولون التأثير نفسيا واقتصاديا على الشعب المصرى وقد نجحوا الى حد بعيد .
والسؤال الذى يطرح نفسه هل هذه الثورة تخص اجد دون احد أم انها ثورة شعب ؟ اقول من جانبى انها ثورة شعب ، وعليه ان يحافظ على ثورته حتى وان ضحى بحياته فى سبيل ذلك لان البديل مر وصعب واسود مما كان .
وحتى لا يفهمنى احد خطأ فأنا لا ادعوا الى ثورة دموية وانما ادعو الى الحفاظ على الثورة وبطريقة سلمية تماما ، وكنت قد دعوت من قبل دعوة الى توحيد الامة ولكنها لم تلقى صدى لدى الكثيرين لانها توحد الامة ولا تحقق المصالح الخاصة والشخصية ، فالذين يريدون نزول الميدان يريدون اثبات انهم موجودون وان لهم القيادة والريادة ، ومرة اخرى ادعوكم الى العمل على توحيد الامة للوقوف امام كل من يريد ان يصادر احلامنا ويعيدنا الى التبعية وعصور القهر والظلام .
ادعوكم الى النزول من بعد صلاة العصر من يوم الجمعة الى صلاة المغرب ومن يريد ان يبقى للعشاء فليبقى ليس الى ميدان التحرير وانما لتنزلوا امام بيوتكم لتعارفوا فكم هو مخزى ان تسكن فى بناية لسنين ولا تعرف جيرانك وكم هو مؤلم ان تسكن فى شارع ولا تعرف من يسكن معك فيه وكم هو محزن ان تسكن فى حى ولا تتجمعوا لمواجهة مشاكله والعمل على حلها ، ولننظف شوارعنا ولنجملها وقبل ذلك فلنتعارف فاذا كان النبى صلى الله عليه وسلم اوصى بالجار حتى الجار السابع فما بالك بنا ونحن لا نعرف الجار الاول ، فاذا نزل الشعب كله ليتعارف ، اليس فى هذا رسالة لكل من يريد التلاعب بهذا الشعب ومن يزيف الحقائق ويقتل الامنيات .
إم مصر بلدنا ولن يحل مشاكلها الا نحن بحكمة الشيوخ وفتوة الشباب ودعم النساء وتعليم الاطفال ان لهم حقوقا وكيف يمكنهم الحصول عليها ، وبغير ذلك فسنظل نشكو وننتقد ونولول ونبكى على مكاسب ثورة اضعناها بايدينا .
انشرها قدر الاستطاعة وستصل الرسالة لا محالة وحينها سيتغير فكرنا الى روح الجماعة وسيتغير فكرهم نحونا باننا شعب ليس من السهل التلاعب بنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق