مولد الانتخابات البرلمانية
كلما مشيت فى شوارع القاهرة كلما رأيت لافتات المرشحين للمجلس واضحكتنى او ابهرتنى او قززتنى الكلمات المكتوبة على تلك اللافتات ، انه مولد اخذ شعب مصر فى مشوار بعيد عن الهدف ، واموال طائلة تنفق وتحت هذه العبارة اضع اكثر من خط وامامها اضع اكثر من علامة استفهام .
واتسأل من اين تاتى هذه الاموال الطائلة ؟ لانه كما يبدو من اللافتات انها كذلك ، واتسأل كيف سيتم استردادها ؟ لاننى اشك تماما ان هذه الاموال تنفق فى حب مصر ، فحب مصر لا يستدعى تشويه معالمها بها الشكل القميئ ، والحب يمكن التعبير عنه بتجميع تلك الاموال ووضعها فى مشروعات تفيد مصر وبالتاكيد ستصب فى حب مصر ومصلحة شعب مصر .
ومع تلك الاموال التى تنفق تطفو على السطح ما نسميه بالحصانة ، واتسأل كيف سيكون موقف هؤلاء المرشحين لو انه سحبت الحصانة ولم تعد جائزة للفوز بمقعد فى المجالس النيابية ، وهل كنا سنجد كل هذا اللهاث وكل هذه المبالغ تنفق .
اننا فى حاجة الى اعادة النظر فى موضوع الحصانة ، لانه ليس من المقبول ان ننتخب فرد ليكون له حصانة الخطأ وحصانة الاجرام فى حق مصر ، وهذا فى الغالب هو تعريف الحصانة فى مجالسنا النيابية ولعل الاحداث التى مرت بها مصر والكم الهائل من التجاوزات تثبت ذلك .
بالاضافة الى المخصصات والتخصيصات التى يحصل عليها اعضاء المجالس النيابية ، مما يحمل فى طياته اننا ننتخب من نعطيه تصريحا بالحصول على ما لا يستحق سواء لنفسه او لغيره .
ما اعرفه وافهمه ان كل من يتقلد منصبا هو اكثر عرضة للمساءلة ، وان كل من ينتخبه الشعب هو اكثر عرضة للتدقيق فى افعاله واقواله ، بدأ من اصغر مواطن وحتى رئيس الجمهورية ، لان تقلد المناصب يجب ان يمحور فى محاوره الصحيحة وانه تكليف قبل ان يكون تشريف حتى لا تتكرر مآسينا التى عانينا منها لعقود من الزمان .
ومن خلال العبارات الرنانة اتضح لى ان معظم من يرشحون انفسهم لا يعلمون دور المجالس النيابية فترى عبارات يمكن ان نطلق عليها انها تعمل من البحر طحينة فترى من الوعود ما تصدمك ومن العبارات ما تؤذى عينك ومن المصطلحات ما تؤكد ان العصر لم يتغير واننا انما نعيد الشريط مرة اخرى بنفس الوجوه ووجوه جديدة تنسب نفسها الى ما لم تك منهم فى الغالب ، وكله بيلعب على كله .
والنتيجة من وجهة نظرى الشخصية لا تبشر بخير ولن تؤدى لخير نتيجة تلك اللعبكة التى حدثت فى الدوائر واعطاء القوائم الثلثين بعد النصف وليس لديها تمثيل حقيقى فى الشارع المصرى واحزاب ما زالت فى غالبيتها كرتونية مستأنسة تماما لن تفرز لنا فى المجلس ما يفيد شعب مصر وانما ستكرس مرة اخرى عهد مضى ربما بوجوه جديدة .
وعجبى على بلد اتتها فرصة التغيير للافضل الا انها تأبى الا ان تعيش تتنفس عقود مضت بكل ما فيها من مسالب ولا نملك الا ان نقول انه مولد الانتخابات المصرية وسلم لى على المجالس البرلمانية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق