الاثنين، 21 نوفمبر 2011

الواقع المرير للفكر المتردى على ارض المحروسة

الواقع المرير للفكر المتردى على ارض المحروسة
لم اعد ادرى ما موقعى من الاعراب وكذلك الكثير من امثالى الذين لا تستطيع ان تنسبهم لفئة او تصنفهم فى جماعة ، لقد اسعدتنا الثورة واسعدنا اكثر كسر حواجز الخوف ومتاريس الرعب غير المبرر الذى عشناه لعقود من الزمان وحققنا ما لم يك فى الحسبان ولا يستطيع ان يدعى مدعى ان بداية 25 يناير هى نتاج طبيعى لما حدث فى 11 فبراير ، لان ما حدث فى 11 فبراير واقولها بكل ثقة فاق التوقعات وتعدى سقف المطالب التى بدأت مع شرارة 25 يناير .
ولان المظاهرة تحولت الى ثورة والوقفة ساهمت فى اسقاط نظام ثبت بكل المقاييس مدى هشاشتة واننا عشنا لعقود نخاف من خيال مآته ، سرعان ما انهار عندما تجمع شعب باكملة ليقول كلمته ويعلن رفضة لامور كثيرة قبلها فى الماضى على مضض ومشاركة فى فسق نحن اقرب اليه من الحكومة والنظام ، ولان الثورة نجحت  واستطاع المتلاعبون ان يوجدوا لنا فئات واسماء هم اقرب اليهم منا من خلال مجالس للحكماء وايجاد من يسمونهم بشباب الثورة الذين ادعوا لانفسهم القيام بالثورة واعتبروها حكرا عليهم وبالتالى اعطوا انفسهم حق منح لقب ثورجى ومنح لقب كنبجى لمن لا يؤيد ويبايع واصبح لازاما علينا القبول بأى شيئ وكل شيى مادام يصب فى اطار الشرعية الثورية التى وضع تعريفاتها افراد وانا هم بالتأكيد من وجهة نظرى الشخصية ابعد ما يكونون عن حب مصر .

وخرج من جحور الخوف والرعب والذلة والمهانة الكثيرين والكثيرين يصنفون ويهاجمون بغير سند وبعيدا عن الوعى ، يريدون قيادة المسيرة بغير علم وبغير فهم وبغير رؤية فقط لانهم يظنون انهم هم اصحاب الثورة ، وصنفنا الكثير بتصنيفات عجيبة ، فإن قلنا اننا ضد الفوضى قيل اننا من حزب الكنبة ،  وان قلنا اننا نريد الامن والامان  قيل اننا من الراضخين المقعدين ، وان قلنا اننا نحتاج الى التروى قيل اننا من اعداء الثورة ، وان قلنا ولماذا لا ياخذ الاخوان والسلفيون حظهم فى الانتخابات قيل اننا مع التخلف والرجعية ، وان قلنا اننا ضد الاخوان والسلفيين قيل لنا انتم ضد الخير لمصر ، وان قلنا اننا مع الليبرالية قيل لنا انتم مع التفسخ والعرى ، وان قلنا اننا ضد العلمانيين والليبراليين قيل اننا نتردى فى خانة الاقصاء والبعد عن العلم والتقدم والتنمية والرفاهية ، وان قلنا اننا ضد الاحزاب التى ليست لها ارضية على ارض الواقع وانها لا تستحق على الاقل فى الوقت الراهن ثلثى كراسى المجالس النيابية قيل اننا ضد الديمقراظية الحقيقية واننا مع شراء الاصوات والقبليات التى يحظى بها الافراد ، وان قلنا اسلامية قيل لنا اتتهمون مصر بالكفر وغير الاسلام ، وان قلنا ان هناك فئات يجب ان تعرف حدودها قيل لنا انكم ديكتاتوريين لا تريدون للاخر ان يظهر بجانبكم ، وان واجهنا احداثا تحدث ولا تعجبنا قيل لنا اننا نريد اشعال الفتن وتكريس الكراهية ، ولو قلنا وقلنا وقلنا فسيقال ويقال ويقال ، المهم اننا فى النهاية سنجد اننا لسنا من اصحاب الثورة وان علينا الاتباع والقبول ونحمد ربنا انهم اعتبرونا من حزب الكنبة .
وفى المقابل نرى حكومة للاسف مؤقته ومجلس عسكرى يحكم ايضا بصفة مؤقتة ويصدرون  قوانيين ليست مؤقتة وكأنما يسبقون  الاحداث لترسخ واقع جديد لمصر ، ويديرون مصر باسلوب ردة الفعل فيعطون من لا يستحق لمجرد ان صوتا اعلى من غيره ويعالجون المواقف وفقا لما يقربهم لمصالحهم ويباعد بينهم وبين المشاكل ، اى انها ادارة مصلحية وليست مثالية او حتى قريبة من المثالية .

وهكذا اصبح الكل غير راض عن الكل والخاسر فى النهاية بكل تاكيد مصر ، واتسأل ما المصلحة التى نريد اذا ما حققنا مكاسبنا الشخصية والفئوية وخربنا مصر .

ليست هناك تعليقات: