الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

ماذا يدبر لمصر ؟

ماذا يدبر لمصر ؟
استيقظت من نومى مفزوعا بعد كابوس مخيف ، رأيتنا نعود للوراء ولست ادرى لماذا كانت تتردد فى خاطرى كلمات اغنية لعبد الحليم والتى تقول شغلونى وشغلوا النوم عن عينى ليالى ساعة ابكى وساعة يبكى على حالى ، ان مصر تؤرقنى ويؤرقنى ما يحدث فيها .

والكابوس المزعج تمثل عفريتا يقول لى ان مصر لن تتغير وانه ستعود ريما لعادتها القديمة ، وان كنت لا تصدق فانظر الى الاختيارات وانظر الى من يتقلدون المناصب وانظر الى القوانين التى تسن وانظر الى المبادئ فوق الدستورية وانظر الى التكالب على السلطة وانظر الى الفوضى الممنهجة وانظر الى البلطجة المتروكة وانظر الى الاعلام الذى لم يعد يصح ان نطلق عليه اعلام وانظر الى اشياء كثيرة يصعب حصرها .

وما اشبه الليلة بالبارحة فالتغيير للاسواء وليس هذا رثاء لعهد لا نترحم عليه ولا نتمنى عودته ، ولكن تكريس اللامبالاة اصبح لعبة اليوم ومنهجة الاختلاف اصبح سمتا وترسيخ معانى الاحباط واليأس اصبح هم الاعلام وترجمة معانى التحكم والسيطرة دروس يومية نتلقاها فى كل ما تصطدم به امورنا الحياتية اليومية .

وخلف العفريت كان المجلس العسكرى يزداد حجما عن العفريت حتى بدا العفريت متناهى الصغر مقارنة به ، وعلى الرغم من اننى لم اشك فى اقوال المجلس العسكرى الا ان الاحوال حولى لا تبشر بما اظنه ولست ادرى ماذا يريد المجلس وماذا يدبر لمصر وهل وجود المجلس اصبح من قبل المضارع المستمر والمفروض علينا بارادتنا او بغيرها وهل سيتكرر سياق احداث 52 مرة اخرى وان ما يحدث الان انما هو نوع من تكرار هذه الاحداث ولكن بوجوه جديدة .

الطرح صعب والتخيل اصعب لان فى ذلك قفز على الكلمة وتجاوز للعهود واعلان للوصاية على شعب وثق بغير تفكير ودعم بغير بخل وايد بغير تخوين .

اننا نحتاج الى امانة الكلمة التى تتغير كثيرا ، ودليل على صدق التوجه الذى لم نعد نميزه ، واثبات ان هناك شرعية ثورية لم نعد نثق فى ان القائمين على حمل الامانة يدركون وجودها .

ونحن كما ستقول الامثال والتى سنعمل بها ، سنعمل بالمثل الذى يقول امسك صباعك صحيح لا يدمى ولا يقيح وكشعب لا نريد ان ينطبق المثل القائل جبت الاقرع يونسنى كشف عن راسه وخوفنى ، لاننا كنا فى الماضى نؤمن بالمثل القائل من خاف سلم ولكننا الان اصبحنا نؤمن بان من خاف ذل واهين ورضى بالهوان ، لان مصر للمصريين وليست لفئة او جماعة او هيئة او حكومة .

ليست هناك تعليقات: