بينما كنا جالسين نتحدث فى امور مصر المحروسة ، أو المنهوبة ، أو المصدومة فى من كنا نظن انهم ابناء مصر الذين يعملون لصالحها ، طرح سؤال وهو ما مواصفات رئيس الجمهورية المطلوبة فيمن يترشح لهذا المنصب ، وتعددت الاراء ما بين الحنكة فى ادارة شئون مصر الخارجية وبين ادارة مصر داخليا وبين ان يكون رجلا عسكريا ، واختلفنا كما هو حالنا الان ،ولكننا اتفقنا على ضرورة ان يكون الشخص محبا لمصر وقادرا على تكوين فريق يعاونه فى حكم مصر .
وقلت لهم ان الاهم من رئيس الجمهورية الان ان يكون لدينا دستورا يحدد معالم وهوية مصر ولا يعطى رئيس الجمهورية صلاحيات بغير امكانية محاسبته ، وهذا يتطلب وجود مجلس شعب محترم يمثل الشعب بكل ما تحمله الكلمة من معانى ، ولو ان الناس وجدوا مجلسا يمثلهم ويعبر عن امالهم والامهم لما نزلوا الى شوارع مصر ينادون بالحرية والعدالة .
وطرأت على فكرى فكرة مجنونة ، نعم فكرة مجنونة كانت ستتهم بالاختلال العقلى لو كنا فى زمن امن الدولة القمعى واستئثار الفرد الواحد بالحكم ، فقلت لهم اننى اريد الترشح لرئاسة الجمهورية ، ولا اكذبكم القول فقد رأيت الدهشة على وجوه من معى ، وبدت ابتسامات تحمل معانى كثيرة الا ان هذا لم يدم طويلا ، اذ قال احدهم ولما لا لقد جربنا الكثير والكثير ولم نعد نثق فى الكثير من الموجودين على الساحة وخاصة هؤلاء الذين كانوا يتعاملون مع النظام البائد ومعارضة كانت تتارجح بين الاسئناس واستكمال الصورة المطلوبة للتجمل امام العالم باننا دولة ديمقراطية .
وبينى وبين نفسى تعجبت لدعم الاصدقاء وعظم ما خطر فى ذهنى ، نعم فمصر ليست كبيرة على انا فقط وانما اكبر من كل الذين على الساحة ، فمصر ليس حدود اقليمية فقط وانما منارة وريادة لمنطقتنا العربية ، ودولة لها تاريخ لا يتمتع به احد غيرها تتطلب من جميع من يحكمها ان يثقوا فى مكانة مصر وقوة مصر .
وعدت الى بيتى وانا اسأل نفسى ما هذا الذى تطرق الحديث فيه وكيف طرأت على بالى فكرة كهذه ، ولم يطل الامر كثيرا اذا جاءتنى مكالمات تحدثنى فى هذا الشأن من اصدقاء وصلهم النبأ المجنون ، وقال لى احدهم وانا احدثه عن شرط جمع 30 الف توقيع للترشح وصعوبة ذلك فقال سوف نعمل على ذلك ، اننا نريد رئيس شريفا بعد ان تداعت قيم كثيرة وفى فترة قصيرة ، وقلت له وهل تظننى شريفا ؟ ، فقال اشياء ابكتنى ولكن اهمها انه قال اننا نريد رئيسا شريفا يحب مصر ويريد مصلحتها قبل مصالحه ، ولا يكرس فكرة الزعيم الاوحد ويوجد قيادات كثيرة خلفه فمصر جربت حكم الفرد وهذا ما وصلنا اليه نتيجة ذلك .
وبدأ الاصدقاء فى عملية جمع التوقيعات ومخاطبة الاخرين لجمع التوقيعات بلا برنامج الا برنامج ينحصر فى كلمة واحدة وهى مصر عالية ، ولا اكذبكم القول اننى خلال اقل من 48 ساعة شعرت بالخوف من نفسى ومن حماس الاصدقاء فى العمل على جمع التوقيعات .
وبغض النظر عن امكانية جمع التوقيعات ام لا فقد اسعدتنى فكرة ان يتقدم مواطن من شعب مصر للترشح لرئاسة مصر وهو لا يتمتع بحضور على الساحة السياسية او الاجتماعية الا من فئات محدودة هى الفئات التى تعامل معها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق