امرأة العام
في نهاية كل سنة تختار المجلات العالمية رجل العام، وأنا أختار امرأة العام.
وبعد مراجعة الكوتا وأسماء ملكات الجمال، اخترت "المرأة الفلسطينية"
وإليكم الحيثيات التي كتبتها من قبل لهذا الاختيار:
أنحني وأقبل يد كل امرأة فلسطينية... الفقيرة، اليتيمة، الأرملة، الثكلى، أم الشهيد والجريح والأسير...
عندما انهار الاتحاد السوفياتي، امتلأت علب الليل بنساء جئن من هناك ليرقصن في الكباريهات على أشلاء الوطن...
وعندما سقطت ألمانيا، سقطت معظم النساء (كتاب الرايخ الثالث)
وبعد تحرير فرنسا، كان يتم حلق شعر العشرات من كل شارع لأنهن تعاونَّ مع النازي...
في معظم البلاد التى تم احتلالها، انتشرت الحانات والمواخير وامتلأت بنساء البلد يرفهن عن جنود المحتلين...
إلا أنت... فلم تقدمي نفسك إلا شهيدة.
إلا أنت يا غصن الزيتون، يا شجرة الكرم، يا نبع الشرف...
عصرتك المحن وانهالت عليك المعاول، فلم تنعصري ولم تنكسري...
يا أمي، يا ابنتي، يا أختي، يا حبيبتي... اسمحي لي أن أتذكرك، فقد نسيك كثيرون...
يا صابرة يا طاهرة، يا أغنى من ساكنات القصور... تراب الوطن الذي يعفر وجهك أجمل وأنبل من كل المساحيق، وسحابة تعانق وجه القمر...
جلبابك المثقوب لا أدري من ثقبه، هل رصاصات العدو على ظهرك، أم نظرات الحسد على طهرك؟..
أنت ملكة جمال كل الأعوام، وصاحبة العصمة على الدوام، أيتها الأميرة النبيلة الأصيلة...
جعتِ فرضيتِ بالكفاف، وتعريتِ فاكتسيتي بالعفاف... لأن الحرة تجوع ولا تطعم بثدييها!
أنت السيدة الأولى بين السيدات والمنظمة الأولى بين المنظمات... طريق الجنة تحت قدميك ومفتاح القدس بين يديك...
مولاتي - يا أشرف النساء - اسمحي لى بقبلة على يديكِ.. بل على قدميكِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق