الأربعاء، 23 فبراير 2011

ساعة حساب على البى بى سى

ساعة حساب برنامج عرض على شاشة البى بى سى شاهدته بالامس ، وسعدت بمجموعات الشباب الجالسة امام المنصة التى ضمت مقدم البرنامج وممثلا للجيش وان كان سابقا وممثلا للهيئة القضائية واثنين من الشباب احدهما يبدو عليه الالتزام بلحية خفيفة وعلامة الصلاة تبدو واضحة على جبينه  والاخر يبدو من الشباب الحر بشعر غير منسق وهو استاذ للعلوم السياسية ، وعندما اشير الى عبارة ممثل فلا اعنى تمثيل رسمى وانما اعنى التمثيل وفقا للجهات التى ينتمون اليها .
وكان موضوع الحوار يدور حول ماذا نريد من الثورة ، وانا لا ادعى اننى استطيع الحكم على ما يدور فى نفوس البشر ولا ادعى لنفسى العلم ولكنها خبرة السنين المفعمة بالتفاؤل دون اسقاط جوانب التخوف أو اغفال نظرية المؤامرة التى اؤمن بها تماما ، ومن خلال كل هذه العوامل احكم على ما اراه واسمعه .
ومثل هذه البرامج والمؤتمرات الجماهيرية وخاصة مؤتمرات الحزب الوطنى تكون معدة سلفا بغالبية الاسئلة المطروحة  من جانب الشباب دون علم الجالسين على المنصة بفحوى هذه الاسئلة لاستقاء الاجابات وهذا بالنسبة للبرامج اما فى مؤتمرات الحزب الوطنى فالاسئلة معلومة من جانب المنصة والاجوبة محضرة سلفا .
ومع احترامى للحضور ولست ادرى كيف يتم اختيارهم سواء بالنسبة للجمهور او المشاركين مع معد البرنامج للرد على تساؤلات الجمهور وهو سؤال اطرحه على المحطات الفضائية التى تقدم مثل هذه البرامج .
ومن خلال البرنامج تبدت لى عدة ملاحظات اسوقها على النحو التالى :
-          تناولت الاسئلة فى مجملها موضوع امن الدولة وضرورة الغاؤه والدستور واللجنة التى تعد الدستور ولماذا لا تتضمن اللجنة مسيحى ولماذا لا يعدل الدستور بكامله وليس بعض المواد وضرورة تعديل المادة الثانية من الدستور وحذف الديانة من الهوية ومحاسبة الفاسدين ولماذا لم يتم الحوار مع القوى السياسية الموجودة على الساحة وعدم الالتزام بالمعاهدات خاصة معاهدة كامب ديفيد وبالطبع جماعة الاخوان المسلمون وبالطبع ايضا شعار الاسلام هو الحل .
-          ان السادة المشاركون كل فى اختصاصة اجاب على الاسئلة التى احالها اليهم معد البرنامج وكان ممثل الجيش واضحا فى اجاباته المقتضبة وكان ممثل الهيئة القضائية  منطقيا فى اجاباته ، وممثلى الشباب كان من يفترض انه يمثل الالتزام يجيب على قدر السؤال اما استاذ العلوم السياسية فقد شعرت بانه يحاضر فى الجامعة وانه يضع توجيهات الثورة وما يجب ومالا يجب ويعلق على اجابات المشاركين .
-          لم اخرج من البرنامج بشئ مفيد وانما شعرت بالخوف اكثر وشعرت بالتسرع وسؤ الفهم للامور وعدم الادراك للاولويات ، وتساءلت عن تكوين لجنة الحكماء وكيفية اختيار اعضاؤها وكيف تاتى لها الحكمة .
هذا بشكل مجمل ما خرجت به من الحلقة التى تركت فى نفسى اسئلة عديدة وعلامات استفهام حول دور الفضائيات وتوجهاتها والموضوعات التى تريد التعرف عليها والرسائل التى توجهها والتخوفات التى تطرحها والتحضيرات للاطار المستقبلى وابراز مجموعات او اشخاص والتخويف من مجموعات او اشخاص وكنت افضل فى الحقيقة ان تطرح الاسئلة من معد البرنامج بدلا من يطرح اسئلته من خلال الشباب .
والموضوع طويل وسيحتاج الى اعادة هيكلة للاعلام بشكل عام فاننا لا نريد سياسة قيادة القطيع وانما نريد ان نسمع اسئلة عفوية قد تكون منطقية وقد تكون غير منطقية وقد تكون غبية تعبر عن رأى الشباب دون تخطيط مسبق ولكن يبدو اننا نضع العربة امام الحصان ، فالثورة جاءت وقامت وشارك الشعب فيها من اجل الحرية ومن اجل حياة افضل دون اسقاط للهوية المصرية أو التحول للديمقراطية بكل ما تحويه من ايجابيات وسلبيات وانما ديمقراطية فى اطار هويتنا وقيمنا ومبادئنا وديننا الاسلامى .

ليست هناك تعليقات: